بقلم/ د.عبدالله بن عبدالمحسن الفرج 

الصادرة من صحيفة الرياض

مجلة الجودة الصحية – دينا المحضار 

 

أنا من المعجبين بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة لمواجهة فيروس (كوفيد- 19) وحماية المجتمع والاقتصاد من آثاره المدمرة، وهذا يدفعني إلى الاعتقاد أحياناً، أن الوزارة لا تعتمد فقط على الاستشاريين المحليين وإرشادات منظمة الصحة العالمية فقط، وإنما تستفيد أيضاً من الخبرة والتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، وعلى رأسها الخبرة الصينية، التي أثبتت أنها الأكثر جدوى في التصدي للجائحة.

ولكن التجربة التي مررت بها تثير بعض الاستفسارات. فمثلاً، حصلت على الجرعة الثانية من تطعيم فايزر بتاريخ 19 مارس من أحد المستشفيات المرموقة في العاصمة، ولكن تطبيق “صحتي” لا يوثق ذلك، ولم يعتمد حتى الآن غير الجرعة الأولى فقط التي أخذتها في 28 فبراير، وعلى هذا الأساس، فإن تطبق “توكلنا” الذي يوثق بدوره ما هو موجود في تطبيق “صحتي” بقي لمدة 18 يوماً يعتبرني شخصا لم تثبت إصابته – وهذا يعني أني غير محصن، وغير مؤهل للحصول على الجواز الصحي.

وأنا ما كنت لأكتب عن هذا الموضوع لو كان الأمر يخصني وحدي، إذ ليس من عادتي شغل القراء بالأمور العابرة التي لا تمس شريحة واسعة كما هو الحال مع تطعيم كورونا، فهذا الموضوع الذي تطرقت له، يعاني منه الكثير كما يبدو، فهذا ما كانت تبلغني به موظفات وزارة الصحة عند الاتصال على رقم 937 لتقديم بلاغ عن الخلل الحاصل، والتي وصل عددها إلى 7 بلاغات، ففي كل مرة كانوا يقومون بإبلاغي، بأني لست الوحيد الذي يشتكي من هذه المشكلة، وأن هناك الكثير الذين يتصلون بهم للإبلاغ عن المشكلة نفسها.

الأمر الآخر، هو أن التطعيمات المعترف بها في المملكة تطعيمان فقط: فايزر، وأوكسفورد-أسترازينيكا. في حين أن هناك تطعيمات أخرى متداولة في العالم لا تقل فعالية عن التطعيمين المشار إليهما، ولذلك يجري استخدامها في العديد من بلدان العالم، بما فيها بعض دول مجلس التعاون، وهذا من الناحية التطبيقية سوف يؤدي إلى تعقيدات ومعاناة لا داعي لها، إذ كيف سوف تتم معالجة أمور تلك اللقاحات عندما يتم فتح المجال للسفر، فهل سوف يطلب ممن أخذوا تطعيمات غير تلك التي يتم تداولها في المملكة أن يقدموا فحوصات بخلوهم من الفيروس عند حدود المملكة، وخاصة في المطارات وعلى جسر الملك فهد؟

ولذلك، فإن قائمة اللقاحات المعترف بها يفترض أن يتم توسيعها، بحيث لا تقتصر على فايزر وأوكسفورد-أسترازينيكا، وإنما توسيعها لتشمل بقية اللقاحات الناجحة المستخدمة في أنحاء العالم كافة، فهذا من الناحية التطبيقية سوف يكون أكثر عملية، مثله مثل لو تم دمج تطبيقات وزارة الصحة كلها في تطبيق واحد.