بعد خمس سنوات قضيتها في دراسة الإدارة الصحية بكلية العلوم الطبية، كان يومياً يتكرر علينا هذا السؤال. هل الإدارة علم أم فن؟

ويتكرر نفس الجواب في كل مرة أن الإدارة تحتاج للاثنين في الوقت ذاته العلم والفن. الآن وبعد دراسة الماجستير وأربع سنوات في ميدان العمل، أزيد  عليها:

” وذكاء اجتماعي، صبر، تحفيز وتقدير، وأمانة  وإخلاص “.

الحقيقة أن ميدان العمل، لا يشبه الكتب ولا المراجع الدراسية وبعضهم يلهف ويهرول على المناصب والكراسي، وما أن يصلوا حتى تُصبح جُل أهدافهم الوجاهة والألقاب، مُتناسين أن الكراسي جُعلت لخدمة الناس بشكل عام والمرضى بشكل خاص.

الإدارة ليست سهلة، وأحياناً تبدو كمعركة صعبة لا فائز فيها ولا خاسر، رضا الجميع غاية يصعب نيلها، ولكن يبقى تقريب وجهات النظر والوسطية والواقعية منطق يسهل اتباعه والأخذ به.

مؤخراً آمنت يقيناً أن المدير السيء قد يهديك يوم سيء للغاية؛ ومهما حاولت أن تتغاضى ساعات العمل، وتفصل بينها وبين حياتك الشخصية، تبقى نفسك البشرية تأبى أن تنسى سريعاً سوء الخُلق وشُح التقدير، بل ربما يكون سبباً رئيسياً في الاحتراق الوظيفي والنفسي.

إن إدارة البشر، لا تشبه إدارة الأوراق والروبوتات، البشر لهم مشاعرهم، ظروفهم، متاعبهم، ومسؤولياتهم قد تؤثر أحياناً على شخصهم، وبالتالي عملهم. إن المدير الجيد يحتاج لأن يفهم ويقدر من حوله، والمرونة والإنتاجية أهم من ساعات العمل الصارمة والروتينية.

كل الأمنيات أن نرى بيئات عمل خالية من الواسطات وأصحاب المناصب، أو عوائل تجمعهم رحم وقرابات، صدقوني كُل ذلك يتخم بالإحباط أصحاب الشهادات والكفاءات ويعتبر أحياناً من مظاهر الفساد حسب ما أوضحت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة).

أخيراً.. مازال هنالك مدارء محنكون جداً، بارعون في شحن طاقات موظفينهم، متميزون في توليع إبداعهم، إليهم فقط شكراً لأنكم نادرون!

شكراً لأنكم تصنعون التغيير، شكراً لأنكم تهدون موظفينكم يوماً سعيداً في رصيد الحياة، شكراً لأن الله أمام قراراتكم، شكراً لأنكم ترسمون من أحلام موظفيكم واقعاً يعيشونه بشخطة قلم بعد توفيق الله، شكراً لأنكم مفاتيحاً للخير وبشرى للفرح.


أمنية يحي عباس نتـو
ماجستير معلوماتية صحية