بقلم/ فارس الهمزاني 

الصادرة من صحيفة الأقتصادية

مجلة الجودة الصحية _ دينا المحضار 

يقال في عالم الإدارة، إن القائد الذي يتخذ القرار حتى ولو كان على خطاء، خير من القائد الذي يضع القرار في الدرج مترددا بين الإقدام والتراجع. ورغم أن هذه المقولة فيها جانب كبير الصحة، إلا أنها لا تطبق في كل الأحوال. وهنا يأتي دور فن وصناعة القرار.
أسس صناعة القرار معروفة وهي تبدأ من تحديد المشكلة ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، وبعدها تدخل مرحلة جمع المعلومات وتشمل تحليل البيانات والمعلومات للوصول إلى معرفة الحلول المكتشفة. يلي ذلك اختيار أفضل الحلول المطروحة ثم بعد ذلك تدخل المرحلة ما قبل الأخير وهي إصدار القرار وبعدها مراقبة سير القرار على الجهات ذات العلاقة.
تبدو هذه المرحلة سهلة للقارئ وبسيطة في التنفيذ، إلا أن الأمور أحيانا أعقد مما نتصور وتحتاج إلى مزيد من الدراية والخبرة. وهناك فرق بين القائد كونه صانع قرار أو متخذه. يوجد قادة يتفننون بصناعة القرار وفق عملية ممنهجة ويصلون إلى قرار راشد وقابل للتطبيق، لكنهم لا يستطيعون تنفيذه، وهؤلاء عبء على المنظمات. وهناك قادة تنتظر من يصنع لها القرار حتى تتخذه دون دراية أو علم بتفاصيل ما قبل اتخاذ القرار، ولديهم الشجاعة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية. وهذه الفئة قد تصيب وقد تخطئ في بعض الحالات. ولكن أفضل القادة هم من يسهم في صناعة القرار ويقرر اتخاذه في الوقت والمكان المناسبين.
شاهدنا تقنية VAR في المباريات وهي فكرة ذكية تساعد حكم المباراة على اتخاذ القرار الصحيح عبر العودة إلى الشاشة من عدة زوايا مختلفة وبتركيز عال. أيضا القرارات الإدارية تحتاج إلى مثل فلسفة VAR من أجل تحسين وترشيد صناعة واتخاذ القرارات الإدارية.