[tabs type=”horizontal”][tabs_head][tab_title]مقتطفة[/tab_title][/tabs_head][tab][author image=”http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=1142″ ]د.زهير أحمد السباعي [/author]الصادره من جريدة عكاظ

الجودة الصحية- اعداد : دينا المحضار[/tab][/tabs]

 

 

خططنا المستقبلية للرعاية الصحية في البلاد العربية، تضع أهدافها بناء على أعداد المستشفيات، والأسرة، والمراكز الصحية، والأطباء، وغيرهم. بدلا من أن تستند إلى الإحصاء الحيوي أي معدلات الأمراض والوفيات. أنقل هنا سطورا من كتابي «الرعاية الصحية .. نظرة مستقبلية» لأضرب مثلا للخطط الصحية التي ترتكز في تحديد الأهداف على الإحصاء الحيوي مثل: وفيات الأطفال الرضع، ووفيات الأمهات الحوامل، ومعدل الإصابة بأمراض مثل السل أو البلهارسيا أو السرطان أو السكري. لا يكفي أن نتخذ من أعداد المستشفيات، والمراكز الصحية، والأسرة، والأطباء أهدافا نسعى إليها لعدة أسباب يأتي على رأسها:

  • احتمال سوء التوزيع، إذ قد تحظى منطقة ما بنصيب الأسد من الموارد الصحية وتحرم منها أو تكاد مناطق أخرى.
  • أو احتمال سوء الإدارة كأن ينشأ في منطقة ما مستشفى في حين أن الحاجة الحقيقية لمراكز رعاية صحية بتكلفة أقل وبمردود أفضل.
  • أو عدم التوازن في صرف ميزانية الصحة كأن ننفق أموالا طائلة على المنشآت الطبية الضخمة أو على شراء أجهزة طبية قد لا نحتاجها، في حين أنه لو أنفق نصف هذه الأموال على إصحاح البيئة، أو التثقيف الصحي، أو برامج التغذية لكان ذلك أولى.

بنظرة فاحصة على التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية عن الوضع الصحي في دول العالم، نلاحظ على سبيل المثال: في الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من أن معدل الأسرة، ومعدل الأطباء لكل 1000 من السكان، وما يصرف على صحة الفرد، أعلى من بلدان مثل ماليزيا وفنلندا، إلا أن معدل وفيات الأطفال الرضع (وهو مقياس حساس للوضع الصحي في أي مجتمع) في ماليزيا وفنلندا أفضل منه في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ماليزيا بالرغم من أن مقدار ما يصرف على صحة الفرد أقل من المملكة العربية السعودية، كما أن معدل أسرة المستشفيات فيها أقل، إلا أن معدل وفيات الأطفال الرضع في ماليزيا أفضل منه في المملكة.

هذه الإحصائيات تدلل على أن مستوى الصحة في المجتمع لا يعتمد على عدد الأطباء والأسرة وميزانية الصحة، بقدر ما يعتمد على أسلوب إدارة الرعاية الصحية. نستطيع أن نستطرد إلى ما لا نهاية في نقاش العوامل التي تؤثر على مستوى الرعاية الصحية. ولكننا نستطيع أن نردها الى عوامل ثلاثة أساسية هي:

  • تخطيط صحي سليم يعنى بتحديد الأهداف والبدائل والأولويات، بأسلوب علمي، مبني على الإحصاء الحيوي.
  • رعاية صحية شاملة تتسم بالتوازن بين ما يصرف من مال وجهد ووقت على الوقاية من الأمراض (إصحاح البيئة، والتثقيف الصحي، وبرامج التغذية، ورعاية الأمومة والطفولة.. الخ) وما يصرف على العلاج .
  • إدارة الموارد البشرية والمالية بأسلوب فعال. يعتمد على اللامركزية في التنفيذ.