الجودة الصحية، إعداد:أ.سماء الجشي

الأسباب والحلول

من أهداف معرفة أسباب تغيب مرضى مراجعي العيادات الخارجية عن الحضور المحافظة على جودة الخدمات الصحية المقدمة بالإضافة إلى المحافظة على الدخل المادي المتوقع من زيارات المواعيد المجدولة خاصةً فيما يتعلق بالموارد والمعدات المكلفة والمطلوبة (Supply and Demand). [1]

جدولة المواعيد للعيادات الخارجية تساعد المنشآت في تلبية الاحتياجات وقت الطلب وتقديم الخدمات الصحية دون تأخير وتقليل الموارد عند انخفاض معدل الطلب لتفادي أي هدر للموارد أو زيادتها عند زيادة المعدل لتلبية احتياجات المرضى. [2] ويقاس معدل العرض والطلب في العيادات الخارجية و مراكز الرعاية الأولية بمجموع طلبات المواعيد في اليوم الواحد من المصادر الداخلية والخارجية.

المصادر الداخلية تتمثل في مواعيد المتابعة Follow-up Appointments أو المكالمات الهاتفية أو الفاكسات ورسائل البريد الإلكتروني والمرضى الحاضرين بدون موعد Walk-ins. أما المصادر الخارجية مثل المرضى الجدد والتحويلات والاستشارات. [2]

تغيب المراجعين عن المواعيد يؤثر أولًا على المريض نفسه في تأخر التشخيص او عدم إكمال الخطة العلاجية او عدم حصوله على العلاج في الوقت المناسب مما يؤدي في بعض الأحيان إلى نقله لقسم الطوارئ [1]، ويؤثر أيضًا على المرضى الآخرين بسبب أن حجزه للموعد يعني عدم تمكن حضور مريض آخر. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تغيب المرضى عن المواعيد إلى انخفاض العائد الربحي للمستشفى، ففي إحدى الدراسات بعنوان No-show rates in the vascular laboratory: analysis and possible solutions، رأوا أن تغيب المراجعين الخارجيين لمختبر الأوعية الدموية بنسبة 12% أدت لخسائر مالية سنوية مقدرة بـ$89,107. [3]

وجدت الأبحاث العلمية أن أسباب تغيب المرضى عن المواعيد كثيرة ومتأثرة بالجنس والعمر. ومن الأسباب الشائعة: المواصلات خاصة في القرى النائية، عدم تصديقهم بالتشخيص أو نتيجة الفحوصات، فترة الانتظار الطويلة بين المواعيد وأيضًا إيمانهم بأنه لا يوجد ضرر في عدم إجراء الفحوصات الطبية. [1]

 

الأسباب الرئيسية

أمثلة
أسباب متعلقة بالمريض ·      تحسن حالة المريض

·      إهمال صحتهم وانخفاض حس المسؤولية تجاهها

·      الخوف والتوتر

أسباب بيئية ·      مشاكل المواصلات

·      الأحوال الجوية

أسباب مالية ·      تكلفة الخدمة الصحية

·      نوع التأمين وشموليته في تغطية الخدمات الصحية

أسباب متعلقة بالمواعيد ·      الفارق الزمني الطويل بين المواعيد

ومن المقترحات لسبل تقليل معدل تغيب المرضى عن مواعيدهم ما يلي [1]:

  • تقليل الفارق الزمني بين مواعيد المتابعة بما لا يزيد عن أسبوعين.
  • التذكير التلقائي بالمواعيد مثل المكالمات الهاتفية أو رسائل الجوال.
  • التواصل الفعَّال مع المرضى وتشجيعهم بإلغاء الموعد في حال عدم الحاجة له قبل 24 ساعة على الأقل.
  • تثقيف المرضى بأهمية الحضور للمواعيد وتعريفهم بالخطة العلاجية للحد من أي خوف او توتر من العلاج او الأجهزة الطبية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
  • الاستعانة بالنظام الصحي الإلكتروني واستخدام النموذج التنبؤي (predictive models) لتحديد احتمالية تغيب المرضى عن المواعيد وتفعيل سياسة زيادة الحجوزات (overbooking method).

في 2019 صدرت ورقة علمية من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تفيد بأن 18% من المواعيد لم يتم حضورها. ولتقليل الخسائر الناتجة عن تغيب المرضى قاموا بإنشاء نموذج تنبؤي باستخدام تعلم الآلة (Machine-Learning) وخوارزميات JRip وHoeffding trees بالاعتماد على البيانات في النظام الصحي الإلكتروني فيما يخص حضور المريض للموعد من عدمه. أظهرت الدراسة ان معدل عدم حضور المرضى مرتبط بعاداتهم السابقة في التغيب عن المواعيد بمعنى كلما ارتفع معدل عدم الحضور للمواعيد من قبل المريض سابقًا، زادت احتمالية عدم حضوره للمواعيد مستقبلًا. ومن النتائج المثيرة للاهتمام، أن احتمالية عدم حضور المرضى للمواعيد المجدولة يوم الأحد هي 68% للمرضى المتخلفين عن مواعيدهم بمعدل 12.19 (“Appointments on Sundays for patients with previous noShow-rate≥12.1951 yielded a 68% predictability of being a no-show”). وفسروا ذلك بأن الطلب على تذاكر الطيران يوم الأحد مرتفع جدًا كونه بداية الأسبوع في المملكة، ولحل هذه المشكلة اقترحوا دمج النموذج التنبؤي في النظام الطبي لتفادي حجز المواعيد يوم الأحد للمرضى القادمين من خارج الرياض. [4]