بقلم الأخصائية النفسية / شيخة المزين

 يزداد إرهاق العاملين على الصحةيوما بعد يوم وتزداد معها اضطرابات القلق وقلة النوم.
ومن جهه أخرى الضغوط والإساءات من المراجعين والمرضى كلما انتشرت إشاعات عن خطورة التطعيم
و تداول أحاديث كاذبة عن الآثار الجانبية السلبيه التي لا أساس لها من الصحة فتنهال الإساءات على
الممارسين الصحيين.
في بداية الجائحة كانت مسئوليتهم هي الإهتمام بالمرضى وتكريس جهودهم لهم ومن جهة أخرى فإنهم
يشعرون بالقلق والخوف على حياتهم من الوباء كسائر العالم. فهم يعتنون بمرضاهم وهم من الممكن بأن
يصبحوا هم المرضى أيضا.

 يعملون في مناوبات طويلةليلاً ونهاراً ويبذلون قصارى جهدهم على توفير الرعاية رغم فوضوية جميع
مستشفيات العالم في بداية الوباء بدخوله الشرس دون أدنى تخطيط له , فهم يحاولون السيطرة عليه بدافع
الرغبة في مساعدة الناس .
هنالك شيء اشتركنا فيه جميعا وهو تعرضنا لصدمة عالمية جراء الجائحة , فالممارسين الصحيين في
معركة و محاربة ذلك المرض يوماً بعد يوم بجهود عالية في محاولة إنقاذ الأرواح , فكم من قصص تداولت
في مجالسنا عن العناية المركزة والحالات الحرجة في جميع أنحاء العالم , فنحن لانعلم مستقبل تلك الجائحة
ولكن متمسكين بأمل أنها سوف تنتهي.
فقد حان الوقت لتقديم الرعاية الصحية النفسية للصفوف الأمامية التي هم بحاجة إليها , ونزيد من الوعي
بأهمية الصحة النفسية لهم , فمما لاشك فيه تقديم الرعاية الأفضل لهم , تنعكس على صحة المجمتع بشكل
كلي
إذاً نحن بحاجة إلى تدابير الوقاية وتكثيف الدورات والتدريب على أهمية الصحة العقلية في أماكن العمل
والرعاية النفسية لأولئك المتأثرين بمثل هذه الأحداث الصادمة. فالرفاهية البدنية والنفسية للممارسين
الصحيين جزء لا يتجزأ في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات والمرافق الطبية.
فإدراك المسؤولين عن الصحة بأهمية نفسية الممارس الصحي ورفاهيته , يجب أن تكون ذات اهتمام
أساسي
نحن نعلم شاكرين ما بذله الإ علام حول العالم لهم وتسميتهم بأبطال تلك الجائحة وتقدير جهودهم المبذولة
ولكن لم يحصلوا على الدعم الذي يحتاجون إليه للتعامل مع الصدمات والضغوطات التي يتعرضون لها
يوميا.
نحن وهم وأنتم بحاجة أن نعمل في بيئة تدعم وتعزز النمو والصحة والرعاية النفسية.