في المرة القادمة التي تجري فيها فحصًا طبيًا، لا تتفاجأ إذا أعطاك طبيبك وصفة طبية للمشي. نعم، هذا النشاط البسيط الذي كنت تقوم به منذ أن كان عمرك حوالي عام يتم وصفه الآن بأنه ” عقار عجيب”، على حد تعبير الدكتور توماس فريدن، المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

فرياضة المشي من أسهل وأفضل الرياضات التي يمكن ممارستها، حيث إنها لا تكلف شيئا ولا تحتاج إلى صالة رياضة ولا لمعدات خاصة، وليس بالضروري من ممارسة الرياضة بالنادي، بل يمكن ممارستها قي أي مكان، حتى لو كان المنزل، كما أنها لا تحتاج الى أوقات معينة فيمكن ممارستها في أي وقت.

ولأهمية رياضة المشي حددت كثير من الدول يوماً للحث عليه والتوعية بفوائده من ذلك اليوم الوطني السعودي للمشي، والذي تم تحديده بالخامس من مارس من كل عام.

 ولرياضة المشي العديد من الفوائد على جسم الإنسان وعلى النفس البشرية، ففضلا على أنها تعمل على تنشيط عضلات الجسم وتحسن الحالة المزاجية، وتقى الجسم من الكثير من الأمراض، فتعمل رياضة المشي على تقليل الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والرئتين فإليكم بعض الفوائد المدهشة التي أثبتتها الدراسات مؤخراً:

 

  • يتصدى لتأثيرات الجينات المعززة للوزن: نظر باحثو هارفارد في 32 جين محفز للسمنة لدى أكثر من 12000 شخص لتحديد مدى مساهمة هذه الجينات فعليًا في وزن الجسم. ثم اكتشفوا أنه من بين المشاركين في الدراسة الذين ساروا بخفة لمدة ساعة تقريبًا في اليوم، تم قطع آثار تلك الجينات إلى النصف.
  •  يساعد على تقليل الرغبة إلى أكل السكريات: وجدت دراستان من جامعة إكستر أن المشي لمدة 15 دقيقة يمكن أن يحد من الرغبة الشديدة في تناول الشوكولاتة وحتى تقليل كمية الشوكولاتة التي تتناولها في المواقف العصيبة، وتؤكد أحدث الأبحاث أن المشي يمكن أن يقلل من الرغبة الشديدة في تناول مجموعة متنوعة من الوجبات الخفيفة السكرية.
  • يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي: فبناء على دراسة أجرتها جمعية السرطان الأمريكية والتي ركزت على المشي وجدت أن النساء اللائي يمشين سبع ساعات أو أكثر في الأسبوع لديهن خطر أقل بنسبة 14٪ للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بمن يمشين ثلاث ساعات أو أقل في الأسبوع، وقدم المشي تلك الحماية حتى للنساء المصابات بعوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل زيادة الوزن أو استخدام الهرمونات التكميلية.
  • يخفف آلام المفاصل: لقد وجدت العديد من الدراسات أن المشي يقلل من الألم المرتبط بالتهاب المفاصل، وأن المشي من خمسة إلى ستة أميال أسبوعيًا يمكن أن يمنع التهاب المفاصل من التكون في المقام الأول، كذلك يحمي المفاصل – وخاصة الركبتين والوركين، وهما الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل – من خلال ترطيبها وتقوية العضلات التي تدعمها.
  • يعزز المناعة: يمكن أن يساعد المشي على حمايتك خلال موسم البرد والإنفلونزا حيث وجدت دراسة أجريت على أكثر من 1000 رجل وامرأة أن أولئك الذين يمشون 20 دقيقة على الأقل يوميًا، على الأقل 5 أيام في الأسبوع، لديهم 43٪ أيام مرضية أقل من أولئك الذين مارسوا الرياضة مرة واحدة في الأسبوع أو أقل. وإذا مرضوا، فستكون لفترة أقصر، وكانت أعراضهم أكثر اعتدالًا.

 

بعد معرفة تلك الفوائد يتوجب علينا تخصيص ولو وقت بسيط لنا ولعائلاتنا لممارسة المشي، ولنتذكر دائماً أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

 

 

  بقلم الطبيب:

وائل بن ناجي الغفاري

 أخصائي الباطنة