[tabs type=”horizontal”][tabs_head][tab_title]مقتطفة[/tab_title][/tabs_head][tab][author image=”http://bth-ksa.com/contents/useruppic/109_b40ggjQN0060kpeq.jpghttp://bth-ksa.com/contents/useruppic/109_b40ggjQN0060kpeq.jpg” ]محمد السنان – جدة

كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية

5rbshatsinan@

[/author]الصادرة من صحيفة بث الالكترونية

الجودة الصحية-اعداد : نجود الزهراني[/tab][/tabs]

دخلت في يوماً من الأيام إلى أحد المستشفيات، وكنت معتاد على زيارته وأعرف ملامحه وأقسامه، ولكن في يومها أشتبهت الأمور في نظري هل هناك شيء متغير ؟!! المكان أنظف مما عهدته ومنظم بشكل أكبر، عدد حراس الأمن وعمال النظافة فوق العادة، الممرات نظيفة كالجديدة وجميع الإنارات تعمل دون عطل!! شككت أني بنفس المستشفى الذي أعرفه، ولكن بعدما تيقنت من اللافتات المعلقة أنه ذات المستشفى استبشرت خيراً، ما أجمل التطوير والنظافة والاهتمام بالتنظيم، ولكن سرعان ما تبدد الاستبشار حين قال لي أحد العاملين بالمستشفى (لا تفرح كثيراً لدينا لجنة اعتماد هذا الأسبوع ).

في ظل اهتمام المملكة بالخدمات الصحية المقدمة، والحرص على رفع مستوى الجودة في هذه الخدمات و تطويرها، قامت باستقطاب المنظمات و المؤسسات العالمية المختصة باعتمادات الجودة الصحية، وذلك لتقييم المنشآت الصحية بالمملكة ومنحها شهادات الاعتماد، ومن أهمها (JCIA) وأسست المجلس السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (cbahi)، وكل هذه الجهات تقوم بزيارات ميدانية للمنشآت الصحية لاعتمادها، وبطبيعة الحال هذه الزيارات مجدولة مسبقاً، وبفترة تكفي لتغيير ملامح المنشأة، أو توفير متطلبات الاعتماد إن صح التعبير، وللأسف كل هذا يكون بشكل مؤقت وليس دائم، بمعنى أن تطبيق معايير الجودة الصحية العالمية التي تم اعتماد المنشآت عليها، ما هي إلا مسرحية تستمر لأيام معدودة للحصول على الإعتماد، وما إن تحصل المنشأة على الإعتماد، تعود الأمور إلى ما كانت عليه مسبقاً ( عادت حليمة لعادتها القديمة)، ولا جودة تطبق ولا هم يحزنون، فالسؤال الذي يجب طرحه الآن، هل نطبق الجودة من أجل الاعتماد أم من أجل المريض ؟!! إذا كان من أجل المريض فستطبق الجودة طوال العام دون تغيير، وإذا كانت من أجل الاعتماد ستطبق أثناء زيارة فريق الاعتماد فقط، بهذا المقياس يستطيع كل مسؤول في المنشآت الصحية أن يقيم هدفه الحقيقي، فمن كان هدفه الاعتماد فقط فأهلا به بطلاً في هذه المسرحية الساخرة، ومن كان هدفه المريض فهو الطريق الصحيح لتطبيق الجودة الصحية.
إذا أردنا تطبيق الجودة فمن اللازم أن تكون أسلوب عمل، ولا تكون مجرد تعليمات تلصق على الجدران، أو مجرد مهام يقام بها أمام لجنة الاعتماد أو الجهات الرقابية، إذا ما فعلنا الجودة بكونها ( أسلوب عمل ) وتطبق بشكل يومي روتيني، عندها ستصبح مسألة الاعتماد تحصيل حاصل، وعندما نريد أن نتأكد من تطبيق الجودة فعلينا القيام بالجولات الغير معلنة للجميع، والتأكد الفعلي من تطبيق المعايير الدولية على أرض الواقع، فالمستشفى الذي يستحق الاعتماد هو الذي لا تتغير ملامحه عند زيارة لجنة اعتماد أو مسؤول ما، فمن الضروري أن تنتهي هذه المسرحية الساخرة التي تتكرر في معظم منشآتنا الصحية، ونطبق الجودة فهي الطريق للقضاء على أغلب المشكلات في الصحة، فإن صلحت الجودة صلحت مستشفياتنا .