بقلم / د. محمد عبد الله الخازم

الصادره من صحيفة الرياض

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

صدر خلال شهر أكتوبر تقرير منظمة الصحة العالمية، والذي تنتظره، عادةً، الأوساط المهتمة على المستوى العالمي، لما يقدمه من تلخيص للأوضاع الصحية العالمية وتوجهات وتوجيهات لصناع السياسة الصحية في مختلف الدول الأعضاء. .تقرير هذا العام، جاء عنوانه يعكس معناه وتوجهاته: الرعاية الصحية الاولية، الآن أكثر من أي وقت، وهذا يعني بأن أكبر سلطة صحية عالمية ترى وجوب الاهتمام بالرعاية الأولية، بشكل يفوق اي وقت مضى.. تقرير هذا العام، وكما أشارت مديرة منظمة الصحة العالمية، يوافق مرور 60عاماً على إنشاء المنظمة ومرور 30عاماً على مايعرف ببيان ألما أتا بخصوص الرعاية الأولية الصحية…

التقرير يعترف بأن العالم أفضل حالاً في المجال الصحي مقارنة بثلاثين عاماً مضت، بدليل أنه تم إنقاذ 6.7ملايين طفل من الوفاة ولو بقي وضع العالم الصحي كما هو عام 1978م لوصلت وفيات الأطفال 16.2مليوناً عام 2006م.. لكنه يعترف وبالرغم من ذلك بالصعوبات أو الفشل الذي يمكن تلخيصه عبر خمسة محاور رئيسية:

  • عكس الرعاية الصحية، حيث يستفيد من الرعاية الصحية من هم أقل احتياجاً لها، أو بمعنى أخر أن الرعاية الصحية تذهب للأغنياء أو القادرين الذين يحتاجونها بشكل أقل من أولئك الذين يحتاجونها من متوسطي ومتدني الدخل والفقراء..
  • التأثير على أوضاع الناس الاقتصادية أو تفقير الناس بسبب عدم تغطيتهم بالرعاية الصحية واضطرارهم للدفع من جيوبهم للحصول على الخدمة الصحية. أكثر من 100مليون شخص في العالم يعانون اقتصادياً بسبب اضطرارهم لدفع تكاليف الخدمة الصحية التي يحصلون عليها.
  • التشتيت والتجزئة للخدمات الصحية حيث التركيز على التخصصات والنظر للخدمة من وجهة نظر التخصصات أو الأمراض المحددة بالتخصص الذي يقدم بشكل متجزئ ويتم فيه التدخل العلاجي للمرض بمعزل عن الصحة العامة. وذلك بدلاً من النظر بصورة شمولية للصحة، للإنسان والعائلة ككل ومن منطلق الرعاية المستمرة.
  • الرعاية الصحية التي تفتقد معايير السلامة والمصممه أو المدارة بطريقة متواضعة تقود إلى كثير من المشاكل الصحية كالالتهابات والعدوى والأخطاء الطبية وغيرها من مسببات المرض أو الموت أحياناً.
  • عدم توجيه المصادر بطريقة سليمة، حيث تركز المصادر على خدمات علاجية وتدخلية متقدمة بدلاً من توجيهها نحو الرعاية الصحية الشاملة والأولية والوقائية والتثقيفية رغم أن التثقيف والوقاية السليمة يمكن أن يوفرا 70% من تطور الأمراض. الأمر يشمل الموارد المالية والتجهيزات والامتيازات وكذلك يشمل ضعف توفر و تدريب وتطوير الكوادر المؤهلة بشكل سليم في مجالات الرعاية الأولية والوقاية والتثقيف وتعزيز الصحة…

وسنواصل في مقال آخر الطرح حول الرعاية الأولية محور التقرير