تقرير الجودة الصحية_إعداد الأخصائية: أسماء الحامد

 

هل سبق و أن سمعت بحساسية المياه أو الارتكاريا المائية ؟

هل تخيلت يوماً أن هناك من يصاب بالتحسس من المياه التي تعد أكثر مادة نقية في الطبيعة و المكون الأساسي لجسم الإنسان ؟

حساسية الماء أو ما تسمي طبياً بالارتكاريا المائية وهي نوع نادر من أنواع حساسية الجلد, و تصنف حساسية الماء ضمن قائمة الأمراض النادرة في العالم وحسب تقارير و إحصائيات منظمة الصحة العالمية انه قد يصيب فرد واحد من بين 23 مليون شخص حول العالم, و بحسب الإحصائيات يعتقد انه يوجد في العالم 30 مصاباُ بهذا المرض .

يعد انتشار الارتكاريا المائية بين الجنسين متقارب ولا يوجد نسبة معينة لحدوث المرض, و قد تم تسجيل حالات للمرض من جميع الأعمار حيث انه لا ينحصر بسن معين و لم يثبت حتى الآن انه من الممكن أن يكون مرضاً وراثياً, و لكن على وجه عام فهو يعد من الأمراض نادرة الحدوث فالصعيد العام للأمراض سواء الجلدية او العامة .

تبدأ أعراض الارتكاريا المائية من 10 إلى 15 دقيقة  بعد ملامسة الجسم للمياه و قد تستمر من 15 إلى 120 دقيقة و ربما أكثر من ذلك و قد تختفي بعد أن تتواجد مدة لا تزيد عن 24 ساعة من ظهورها و هذا من أهم ما يميز طفح الارتكاريا, حيث تظهر الأعراض بصورة بقع حمراء منتفخة قليلا مصحوبة بحكة شديدة و مزعجة في المناطق الملامسة للماء و بقع الطفح ليس لها شكل معين فإما أن تكون صغيرة لا تتجاوز المليمترات او تكون بصورة بقع كبيرة .

و تعد حساسية الماء او الارتكاريا المائية نوع من أنواع الارتكاريا الطبيعية حيث تحدث نتيجة مسبب طبيعي وهي من الأنواع التي يصعب شفاؤها و قد تستمر مع المريض لعدة سنوات قبل أن تختفي , و قد يستخدم مريض التحسس المائي مضادات حساسية مسكنة خاصة تعمل على التخفيف من الأعراض و لكن لا تقضي على المرض بصورة نهائية, حيث لا يوجد علاج حاسم لهذه الحساسية.

 و مثل غالبية أنواع الارتكاريا تكون الوقاية أفضل علاج بالابتعاد عن مسببات المرض و لكن في مثل حالات الارتكاريا المائية نجد صعوبة بالوقاية من الماء إذا لم يكن من المستحيل قدرة المريض على عدم ملامسة الماء لفترات طويلة لان ذلك يتعارض مع نمط الحياة الطبيعي و الأمور اليومية و الاستحمام و غيره , فالمصاب بالارتكاريا يقضي فترات من حياته في المعاناة مفرداً مع أعراض الارتكاريا المائية مما يؤدي إلى مشكلات نفسية تؤثر على المصاب في استمرارية تواجده بصورة طبيعية في المجتمع .

ويظل الكثير من المصابين بحساسية الماء ينتظرون ذلك اليوم الذي يصرح فيه الأطباء بتوفر علاج ينهي معاناتهم و يعيد لهم التوازن الطبيعي بالحياة .