[tabs type=”horizontal”][tabs_head][tab_title]مقتطفة[/tab_title][/tabs_head][tab][author image=”http://m-quality.net/wp-content/uploads/2015/09/عدما-ارمكت.jpg” ]محمد السنان – جدة

كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية

5rbshatsinan@

[/author]الصادرة من صحيفة بث الالكترونية

الجودة الصحية-اعداد : نجود الزهراني[/tab][/tabs]

أمام التغييرات التي طرأت على قيادة دفة وزارة الصحة، والعوائق التي لا زالت تقف أمام تطور النظام الصحي في المملكة ومخرجاته، أصبح واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك مدى صعوبة إدارة المنظومة الصحية وخدماتها المتشعبة، وتعاني الوزارة الكثير من المعضلات التي يحتاج علاجها لفترة من الزمن، كالأنظمة والسياسات المتبعة والتي وضعت من سنوات بعيدة، وتغيير هذه الأنظمة والسياسات لإحلالها بجديدة تتوافق والعهد الحالي، وتطبيقها على جميع فروع الوزارة في المملكة مترامية الأطراف ليس بالأمر السهل، إضافة إلى تطبيق اللامركزية بطريقة خاطئة جعلت من بعض المناطق تختلف عن غيرها في بعض الأنظمة، مما خلق جو من عدم العدل بين الموظفين، وأدى إلى ضياع بعض الحقوق أمام هذه اللامركزية التي مارستها الوزارة دون وضع الأسس الواضحة للأنظمة، والتي تمنع الإجتهادات التي جعلت الأنظمة مختلفة من منطقة لأخرى.
من بعض الأمور التي اعتبرتها القيادات الجديدة بالوزارة عائقاً أمامها هي كيفية التعاطي مع القيادات القديمة بالوزارة؟! فهناك الكثير من ذوي الخبرات التي لا يستهان بها في جنبات الوزارة، ومنهم من قضى فترات طويلة في مراكز قيادية اكتسب فيها خبرة واسعة بأمور الصحة، وهناك الخبرات التي لا زالت قادرة على العطاء، فمن غير الحكمة إضاعة كل هذه الخبرات هباء وركنها إلى الجانب بحجة تجديد الدماء، فالحماس الذي لدى الدماء الجديدة مطلوب ولكنه أيضاً يحتاج التكامل مع الخبرات السابقة، فالقيادات الجديدة والقديمة مكملة لبعضها وليست خيارات متضادة، فعمل البعض على الإستفادة من القيادات القديمة كمستشارين وهذا خيار صائب، ولكن هذا إن كان مستشاراً فعلياً، وليس مجرد مسمى تشريفي قبل نهاية الخدمة.
إن إدارة وزارة الصحة كإدارة دولة داخل الدولة، فلا بأس أن تحتذي ببعض الأنظمة الكبرى ومجالس الدولة، ومن أبرزها مجلس الشورى والذي يضم الكثير من خبرات هذا البلد لدراسة الأنظمة و المستجدات والرفع بالتوصيات لمجلس الوزارء، وهناك لجان داخل هذا المجلس ومنها لجنة صحية، ولكن هذا لا يكفي الصحة فلماذا لا يكون هناك مجلس شورى خاص للصحة، ويضم في جنباته الكثير من الخبرات الصحية بالمملكة والإستفادة من القيادات السابقة بشكل فعّال، وذلك من خلال دراسة الأنظمة الصحية و المستجدات والرفع بالتوصيات لمعالي الوزير مباشرة، كما يمكن أن يكون هذا المجلس بديلاً عن أغلب اللجان التي تشكل للدراسات، وأيضاً يتم من خلاله الابتعاد عن القرارات الفردية والتي تكون مبنية على الإجتهادات الشخصية، وبذلك يتم الإستفادة من الكم الكبير للخبرات السابقة، وفي نفس الوقت تجديد الدماء في المناصب القيادية، فتدار الصحة بمزيج من الخبرة والتجديد معاً.