التجربة كما يُقال خير برهان وخير معلم وخير من ألف كلمة تنقل إليك..

التجربة تتيح الكثير من الفرص التي قد لا تدرك دونها..

فالدروس من خلال التجارب أشد وقعًا في الذهن من المحاضرات والورق..

لذا أنقل لكم بين أسطري  عدة أمور نبعت عن تجربة الامتياز ولكن قبل الخوض فيها لابد أن أوضح أمرًا اعتبره في غاية الأهمية وهو بأن عملية التدريب في اعتقادي عملية مشتركة بين عدة ركائز أساسية  للعملية التدريبية وإذا اختل جزء منها أثر بدوره على بقية الأجزاء ومدى الاستفادة منها وهي: (المتدرب/ـة ، الخطة التدريبية، الجهة الحاضنة للمتدربين) فكلما كانت تلك الركائز فعالة زاد معدل نجاح العملية التدريبية والعكس صحيح وإليكم بعضًا من الإضاءات تخص المتدربين بشكل كبير:

(١) “احرص على ترك الأثر الطيب”

في كل أمر تقوم به لا تجعل همك ورقة تقييم قبل أن تستشعر مراقبة الله لك فذلك من باب الإحسان واحرص على ترك الأثر الطيب والسمعة الحسنة لأن ذلك سيؤثر في سير العملية التدريبية  ليس عليك فقط بل على كافة من معك في التدريب فلنتذكر مقولة – د. علي الحمادي- “لكل إنسان وجود وأثر … ووجوده لا يغني عن أثره … ولكن أثره يدل على قيمة وجوده”

(٢) “لا تجعل البيئة تغير مبادئك”

فلتكن مبادئك التي كنت عليها وأنت طالب كماهي وأنت في بيئة العمل لا تجعل البيئة هي التي تشكلك فعلى سبيل المثال: لو كان الصدق إحدى مبادئك ولكن حصل موقف تطلب منك أن تخفي الحقيقة وإلا ستقع في مشكلة اعتبر المشكلة تحديًا جديدًا وتعامل معها بصدق. فلنتذكر المقولة التي اجهل قائلها “بأن أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات”.

(3) “وسع مجال قراءتك واطلاعك”

لا تجعل سنة الامتياز نهاية عهدك بالكتب والقراءة بل وسع مداركك من خلال الاطلاع والقراءة المكثفة في المجالات التي ترى نفسك أنك قد تتمكن منها وواكب أهم التطورات في هذا المجال واستشر عقول الآخرين ومن هم أخبر منك فما خاب من استشار العقول الحكيمة وأيضًا مارس باستمرار العمل الذي تراه مناسبًا لك وتجنب إهماله أو التغاضي عنه لأن ذلك سيفقدك التركيز على مصدر قوتك.

(4)”كن مبادر”

ساهم في الأعمال التطوعية سواءً كانت مع فريق عمل أو بشكل منفرد امنح نفسك فرصة للعمل والخطأ والتعلم من التجربة لتفادي تكرار الخطأ مستقبلاً.

(5)”ابدأ في كتابة السيرة الذاتية”

إن لم تكن لديك سيرة ذاتية فابدأ في بناء سيرتك الذاتية فمازالت الفرصة بيدك لتكتب سيرتك بشكلٍ ممتاز، فسيرتك تعتبر مقياسًا لأهدافك ومرآة لذاتك كن صادقًا فيما تكتبه بأسلوب مفصل وموضح واعرف ما لذي ينبغي عليك كتابته وما الذي لا يصح كتابته، انتقي الكلمات بإتقان بحيث تعكس واقعك الفعلي. اجعل من سيرتك ذات خبرات موجه ومحددة لأهدافك استشهادًا بمقولة – جو بانتوليانو – “عندما أجري مقابلة مع شخص ما، أنظر لسيرته الذاتية لرؤية ما قام به، مع من عمل سابقا ، وكم مرة قام بالعمل بنفس الوظيفة ، فالذين يعملون بنفس الوظيفة لمرات عديدة ، هم الاشخاص المميزون الذي أريد أن أوظفهم”.

(6)”أعطِ كل مكان أهميته”

لا تقلل من قيمة أي مكان تدربت فيه حتى وإن لم ينال على الرضا والتوقع فكل محطة في الامتياز بإيجابياتها وسلبياتها فرصة للتعلم والاستفادة منها ولكن فكر في كيفية ذلك!

(7)”وثق أعمالك

التوثيق من الأمور الهامة التي يجهلها الكثير منا فهي المصدر الأهم لكل ما نقوم به عند حاجتنا له والأهم من ذلك أن يكون بشكل مستمر ومحدث لأعمالنا بكافة أشكاله من تقارير كتابية ومصورة حفظًا للجهود المبذولة والمعلومات من الضياع والنسيان لقوله عليه الصلاة والسلام :(قيدوا العلم بالكتابة).

وختام القول رحلة الامتياز فرصة لا تفوت يجب الحرص عليها واستثمار النفس خلالها فرحلة الامتياز مثل البساط السحري التي توصلك لمرادك وأيضًا قد تجعل منك شخصًا مجهولًا أو شخصًا عاديًا أو شخصًا مميزًا ..الخيار يعتمد عليك!

 

 

بقلم:

أمل الحساني-إدارة صحية