لعل من الملفت للانتباه وما يحملنا لمزيد من الدراسة والتعمق أكثر هو زرع ثقافة الإيمان بالخطط وبنائها ومن ثم تنفيذها والسير على خطواتها حتى انتهاء مدتها المقررة مع مراعاة الطوارئ الممكن حدوثها ووضع فرضيات لحلها  ، ولكن ما يؤرق أي دارس ومراقب للوضع الحالي يرى أن الخطط الإستراتيجية أصبحت رهينة الآراء الفردية بل وتتحرك في فلك الأنا لدى كل صاحب قرار .
فالمعضلة أن فردية القرار ليست حكرا على جهة معينة لدينا بل أن الإيمان بالأنا الفردية اصبحت تنتشر كالنار في الهشيم في جسد كل الكيانات لدينا .

فبدلا من أن تتبادل الجهات ذات القرار الخبرات الهادفة للتطوير وتستفيد من تجارب الغير في إعادة ترتيب أولوياتها وتطوير كوادرها واستقطاب الكفاءات الوطنية وتدريبها نجدها تتسابق نحو توحيد أنماط التعقيدات في تطوير كوادرها وعدم الحرص على وجود رؤية مستقبلية واضحة تكون ضمن هيكلها وخططها وتطلع الرأي العام على خططها المستقبلية بل وتشركه في إنجاح تلك الخطط .
ولكن للأسف غلبت الأنا الفردية على سمات وأنماط التفكير  لدينا فكل كيان إداري أو تنفيذي لدينا  في فلك يسبحون وما الأحداث الأخير من أراء وقناعان فردية من قبل شخصيات صانعة للقرار  لهو دليل على أن رسم الخطط بين الكيانات والجهات التنفيذية والتنسيق فيما بينها غائب وملاحظ للمواطن البسيط ، فكيف عندما يطرح ذلك الغياب على طاولة البحث والدراسة .
إشكال العمل الفردي أنه يصنع المجد لصاحبه طيلة وجوده على كرسي المنصب ولكن بمجرد ترجله عن ذلك المنصب يتهاوى ذلك العمل ليأتي صاحب منصب آخر ذو قناعات وتوجهات فردية أخرى تنهار أمامها تلك القناعات الفردية السابقه ويبدأ تأسيس الأفكار الفردية من جديد على قواعد وأسس من فراغ معرضة للهزات الفردية مع كل تغيير قيادي .

رسم الخطط المستقبلية والمسائلة عن تنفيذها ووضع إدارات متخصصة لمراقبة تلك الخطط ذات صلاحيات قويه هو أول الخطوات لتحسس مواضع الخلل
أما فردية القرار والأنا المسيطرة على عقول بعض القيادات تجعلنا ندور في حلقة مفرغة لا تنتهي من التخبطات مآلها إلى الفشل والتراجع نحو نقطة الصفر في كل مره .