بقلم/ عبد العزيز محمد النهاري 

الصادره من صحيفة عكاظ 

مجلة الجوده الصحية _ دينا المحضار 

 

مع شديد التقدير والحب والاحترام والإعجاب والفخر بأطبائنا السعوديين إلا أنني أعتب عليهم مبالغتهم في أسعارهم التي يتعدى بعضها الخمسمائة ريال للزيارة الواحدة.. وأعرف بعضهم ممن عُرف في مجال تخصصه من يضيف على الكشف مدفوعات أخرى قد تكون مبررة، لكنها عالية وتستنزف جيب المريض الغلبان المضطر لمراجعتهم لعدة أسباب لا يسع المجال لذكرها هنا. بعض الأطباء من السعوديين وغير السعوديين الذين اكتسبوا الشهرة في تخصصاتهم وذاع صيتهم في مجتمعنا رفعوا أسعارهم ليس للكشف فحسب، وإنما لباقي الإجراءات التي تتطلبها حالة المريض، كالعمليات الجراحية التي تقع أسعارها في خانة عشرات الألوف، ويزيد على تلك التسعيرات المتفاوتة والمرتفعة، أن بعض الأطباء لا يقبل التعامل مع شركات التأمين ويريد حسابه «كاش»، وبعضهم من الذين يقبلون التعامل مع شركات التأمين الطبي يطلبون الفرق في أسعارهم من المريض، بحكم أن تسعيرتهم تختلف عن التسعيرة التي حددها التأمين.

 

خلاصة القول إن بعض الأطباء الكرام «ولع» الأسعار و«شعللها» وأوصلها إلى أسعار الأطباء في أوروبا وأمريكا لكن ارتفاع أسعار هؤلاء مبرر جدا، لأنهم يدفعون ضرائب لنقابات الأطباء التي ينتمون إليها، كما أن كل واحد منهم مطالب بضريبة الدخل الذي يحصلون عليه، ولا يتبقى للطبيب الأمريكي أو الأوروبي إلا ما يعادل ربع أو نصف ما يطلبه أطباؤنا غير المطالبين بدفع أكثر من إيجار العيادة إذا كانوا لا يملكونها.

 

أسعار الأطباء بحاجة إلى إعادة نظر، فالطبيب الشاب حتى وإن كان بارعا، لا يمكن أن يتساوى في قيمته العلمية وخبرته مع طبيب آخر قضى سنوات طويلة في الطب وعلومه وممارساته وله أسمه وأبحاثه ومساهماته التي تبرر أي مبلغ يمكن أن يطلبه خصوصا إذا كان مبلغا معقولا..

 

دعاني إلى هذا الموضوع طبيب سعودي في إحدى العيادات التخصصية سعر «كشفيته» خمسمائة ريال عدا ونقدا، وهو طبيب لم أسمع به من قبل، وليس شرطا أن أعرفه، لكن خبرته وعلمه وعمله في أحد المستشفيات العامة، أقل من أن تساوي الخمسمائة ريال.

 

أتمنى أن تتدخل الإنسانية ورسالة الطب ووزارة الصحة في تحديد أسعار تعادل القيمة العلمية والعملية لأي طبيب له عيادته الخاصة أو يعمل في منظومة عيادات طبية.