الساعة الخامسة وسبعة دقائق
كم أصبحنا متشابهين جدا و نتوق للتماثل في كل أمور حياتنا ، وهو الأمر الذي جعلني أتسائل لماذا اعتدنا قول الساعة الخامسة وخمسة دقائق بدلاً من قول الساعة الخامسة وسبعة دقائق مثلاً ؟
إننا متماثلون في كل أمور حياتنا ، فقد أصبح هدف آبائنا تنشئ أطفالاً يماثلونهم في أفكارهم ، وظيفتهم ، وحتى احلامهم ، وهم غير ملومين ، من جهه اخرى ترى الأبناء يخشون أن يحيدوا عن الطريق المرسوم والمحدد مسبقا؛ خشية العقاب أو حتى الخوف من النظرات الدونية .
اننا عرضة لان نكون نسخ مشوهه من بعضنا البعض ؛ لأن التماثل يعني عدم وجود جديد ، في حال أن الاختلاف يعني الندرة والتميز (أليست الندرة هي المطلوبة؟)
والآن تخيل معي عزيزي القارئ أننا نعيش في مجتمع متماثل الأفراد ومتساوٍ في جميع طبقاته . لا يوجد تمرد على كل هو قديم ، أفكاره آحاديه ،مستمدة من الأباء الأولين ! لكم هو مجتمع ميت ، جامد و مكرر ، وعالة على المجتمعات الأخرى .
لذا كان الزاماً التمرد على كل قديم و متماثل فلو اخترنا قول الساعة الخامسة وسبعة دقائق فذلك يعني تميزنا وقيس على ذلك التميز في الإنتاجية ، التميز في اختيار سبيل لقمة العيش وغيره .
إن طبيعة الإنسان تحتم عليه البحث عن كل مماثل له في التفكير ، العادات والتقاليد ، وحتى الاهتمامات ؛لأن المجتمع بطبيعه الحال يرفض كل جديد !
فالمجتمع يفرض على الفرد أفكار محددة وخطة محكمة مسبقاً ، لنجد أنفسنا نغرق في محيط من التكرار، هذا التكرار يجر المجتمعات لأسفل سافلين ، فيصبح للجميع حُلم واحد وفكر واحد
بقلم – غفران الشريف