بِأَيِ ذَنْبٍ هُمِّشَتْ !
لا أحد منا ينكر أهمية الإدارة في جميع جوانب الحياة خاصة أهمها والتي تتعلق بحياة العامة وهي الصحة , فلو تخيلنا أن هذا المجال بلا إدارة لعمت الفوضى أرجاءه وساد فيه نظام الغابة يلتهم فيها القوي الضعيف وتذهب اللبوة للافتراس وتضع الفريسة للأسد ويلقب هو بملك الغابة !
ما هو حاصل حاليا في منشئاتنا الصحية مشابه للمثال أعلاه لكن بصوره يظهر فيها الكثير من اللباقة.
فلو ألقينا نظرة على أولئك المحتكرين للمناصب الإدارية في القطاع الصحي لوجدناهم يندرجون تحت قسمين أولهم قد بلغ من العمر عتيا كل ما لديه شهادة للثانوية العامة وهذا إن وجدت !!
والآخر أمضى حفنة من الزمن حتى يزين اسمه بحرف الدال في إحدى التخصصات الطبية.
الأول يمشي بمبدأ الخبرة أهم من إضاعة العمر بين مقاعد الدراسة حتى أصبح عمر الكرسي الذي يجلس عليه أكبر من عمر أكبر أبنائه.
والآخر تجسد بداخله حب الـ ( أنا ) حتى جلب لمنظمته العنا !!
فلا هو الذي ركز على تخصصه الذي أحبه واختاره وهو معالجة الناس حتى يبقى دائما بين أنظارهم الطبيب ( فلان ) ولا هو الذي فضل أن يدرس كيف يدير المنظمة وكيف يتصرف في أوقات الأزمات حتى بقي مشتتا وكأن على رأسه الطير , شاذا لا محل له من الإعراب لا هو الذي نجح في الأولى ولا هو الذي فهم الثانية.
إنه حب الفلاشات والـShow , إنه الهوس للظهور دائما حتى لو كان في أمسية شعرية !
وبين خبرة عجوز عاف عليه الزمن وولى , وغرور شخص قد بان فيه حب الـ ( أنا ) وتجلى يقف خريجي الإدارة الصحية مهمشين ومحاربين ينظر لهم بمنظر الخطر القادم على مناصبهم حتى نصل إلى مرحلة مستقبلية يهم هؤلاء القوم إقصائهم وإبعادهم وننسى الهدف الأسمى من وجودنا جميعا وهو خدمة وسلامة المريض.
فمتى يعي قومي أن الطب والإدارة مكملان لبعضهما ؟
باسم القرشي
Bassoomi1@