ثلاثون دقيقة كافية وستون لمن أراد المزيد
سلسلة معادلة الصحة
كثيرٌ منا يسعى للوصول إلى جسم متناسق يتسم بالصحة والرشاقة فيبحث عن العديد من السبل التي يعتقد بأنها سوف تكون سبيلهُ للوصول إلى ما يريد و عند ذكر كلمة الصحة يتبادر إلى أذهاننا معادلتها التي يتم تحقيقها عن طريق المساواة بين الغذاء و الرياضة كان هذا ما تم ذكره في المقالة السابقة .
إذا بدأنا في الحديث عن الرياضة أحد متغيري المعادلة فإننا نعلم جميعاً بأهميتها على جسم الإنسان لما تزوده من طاقة ونشاط وأيضاً علاج لكثير من المشكلات الصحية.
فمن مقولة ” في الحركة بركة ” نتطرق للحديث عن رياضة المشي ؛ لتأثيرها الكبير على روتين الإنسان فهي تستطيع بدورها تحسين صحته سواء كان على الصعيد الجسدي أو النفسي.
كان المشي قديماً وسيلة البشر المعهودة في التنقل لكن مع تطور وسائل النقل أصبحوا لا يمارسونها إلا لحاجاتهم الضرورية ذات المسافات التي تحمل أبعادٍ قريبة ومن هنا نشأت الأمراض التي تنم عن قلة الحركة كالسمنة وغيرها.
فمن فوائد المشي على صحة الإنسان الجسدية قدرتها على إنقاص الوزن فقد وجدت دراسة أجرتها الجمعية الطبية الأمريكية أن المشي بمعدل 30 إلى 60 دقيقة يومياً يؤدي إلى جلب كثير من الفوائد الفسيولوجية للجسم بما فيه ذلك إنقاص الوزن . ليس ذلك فحسب فإن أردت المحافظة على وزن جسمك ولياقته لا عليك سوى المشي لمدة 30 دقيقة تكون مقسمة على مرحلتين 10 دقائق بطيئة و20 دقيقة أسرع من المرحلة الأولى في الخطوات بشرط أن لا تكون الخطوات في نطاق الهرولة (المشي السريع) وهذا ما تم ذكره عن اخصائية التغذية أمل كنانة .
ولن أخفيكم علماً فقد وجدت أيضاً أن للمشي دور في التقليل من أمراض القلب ومن وجود الكولسترول الضار لكن مع وجود نظام غذائي مناسب.
وللحد من مشاكل الشيخوخة وجد أن المشي يحمي العظام من الضعف ويقلل من ضمور العضلات ومحدودية حركة المفاصل ويعتبر المشي رياضة آمنة للمصابين بالربو إذا قُرن المشي ببرنامج يناسبهم في بذل المجهود الملائم لصحتهم.
وللمشي تأثير على صحة المرأة الحامل وعلاج لمن يشكو من آلام الظهر والدوالي , بالإضافة للمصابين بالسكر لكن يجب عليهم عدم ممارستها بعد فترة صيام أو انقطاع عن الطعام لمدة طويلة .
والذي أثار إعجابي ما أشارته د/ ميشال لوك استشارية في جمعية سرطان الثدي أن المشي لمدة 30 دقيقة يقي الجسم من سرطان الثدي .
و لا يقتصر المشي في فوائده على صحة الإنسان الجسدية فَ لصحته النفسية نصيبٌ ايضاً , فقد وجدت دراسة أشرفت عليها جامعة تكساس أن المشي لمدة 30 دقيقة يحد من الشعور بالقلق والتوتر لما تخلفه عمليتي الشهيق والزفير التي تنتج خلال المشي في المساهمة على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب . وذكرت مجموعة من الدراسات أن المشي على الأنغام الموسيقية هو العلاج الأمثل للحزن والاكتئاب لكن سوف أقول بما أننا مجتمع إسلامي يعي بأهمية ذكر الله وقدرته الشافية لصحة الإنسان النفسية يجب علينا تغير نمط تلك الدراسة لما يناسب مبادئنا الإسلامية القيمة.
آخراً.. نقطة مهمة يجب ذكرها عن هذه الرياضة . ليس المهم كم ميلاً قطعت بل ما يجعل هذه الرياضة مختلفة عن غيرها أن قيمتها تكون مُجملة في الوقت التي تبذله عليها , فلا تكن بخيلاً وأنفق ما استطعت من خزينة وقتك عليها فهي كما وصفها الأطباء بأنها رياضة الصغير والكبير , فبين أيديكم ثلاثون دقيقة تحمل بين ثوانيها الصحة والمتعة وستون لمن أراد المزيد.
إسراء الغريبي
[…] ثلاثون دقيقة كافية وستون لمن أراد المزيد […]
[…] خلال المشي في المساهمة على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب (من مقالة ثلاثون دقيقة كافية وستون لمن أراد المزيد – سل… , فبالفعل رياضة المشي من أفضل الرياضات بالنسبة لي لما […]