ادائها دواء
“سلسلة معادلة الصحة”
مداومون عليها في حياتنا وغايتنا من ذلك رضا الرب وتوطيد الصلة بيننا وبينه , فنقضيها أكثر من مرة في اليوم ونسارع من أجل المحافظةِ عليها وتأديتها في وقتها لتدوم علينا النعم ونشعر بالأمان و الاستقرار .
ويعتقد بذلك أن هذه جلَ فوائدها ولكن في الحقيقة لا يقتصر الأمر على ذلك وحسب بل لها من الفوائد ما لا يعد ولا يحصى .
فمن يؤدي ” الصلاة ” يا سادة أعلم بعظمةِ أمرها , فبين كل حركةٍ والثانية منها العديد من المنافع سواء على صحتنا النفسية أو الجسدية.
فعندما تؤدي الصلاة بكامل خشوعك تعزز من تقوية مناعتك ضد الأمراض , لأن نتَاج خشوعك هو زيادة في الإيمان وعندما يزداد الإيمان يزداد الرضا فيقودك هذا الأمر إلى الاستقرار النفسي الذي يولَد في داخلك القدرة على تحمل الآلام والمصاعب .
وكيف لا يكون ذلك فبسجدةٍ واحدة تبث فيها ألآمك وكل ما يجولُ في خاطرك لله, تذهب بها همك وتثلج بها صدرك , ترفع رأسك وأنت تشعر بأنك قد امتلأت بقوة الأمل التي تجعلك تسطيع مواجهة هذه الحياة بكل عزيمة واصرار ناتجة من دفعة الامل المكتسبة من ثقتك بربِك ..و أليس هذا ما نبحث عنه دوماً ؟ بأن يكون لنا في هذه الحياة من يستطيع أن يخرجنا من بأسنا و يكون لنا خير داعمٍ نثق به ؟؟
ولك أن تتصور أيها القارئ أن الصلاة تُعد من أفضل الرياضات التي يستطيع الإنسان المداومةِ عليها دون كلل لأنها غير مجهدة جسدياً ومريحة نفسياً و غير ذلك أنها ليست حكراً على فئة عمرية معينة .
ولحركات الصلاة فوائد في رفع كفاءة القلب والرئتين وتقوية الشرايين , و من خلال السجود تحديداً علاج في تخفيف الآلام الصداع , لأن عند السجود يتجه الدم بفعل الجاذبية إلى الرأس فيؤدي ذلك إلى احتقان الشرايين وعندما ترفع رأسك ينخفض الضغط فجأة فيقل الاحتقان , والفائدة من انخفاض الضغط فجأة هو اكتساب شرايين المخ المرونة الذي يكسب جدارها القوة .
ولها ايضاً فوائد عظيمة على المرأة الحامل فتستطيع من خلالها تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الضغط التي تشعر به في قدميها بسبب ثقل الجنين , و وجد أن حركات الصلاة تُفيدها في تيسير عملية الولادة عند الاسابيع الأخيرة من الحمل .
و من خلال الركوع والسجود تكتسب العضلات القوة والمرونة فيساهم هذا الأمر في علاج الآم المفاصل والظهر , وادائها يومياً خمسة مرات يساعد على تلين المفاصل فيقي بذلك من الروماتيزم .
جميعنا نعلم أن من أهم عوامل نجاح الفرد هو تنظيم الوقت ليستطيع بذلك إتمام أعماله بكل يسر وسهوله , ولكن الأغلب منا يجد صعوبة في ذلك فيسعى لتحسين نظامه اليومي بشتى الطرق باستخدام وسائل مختلفة كالساعة المنبه , المذكرة اليومية أو غيرها . ولكن قبل اكتشاف تلك الوسائل كانوا المسلمين يجعلون الصلاة مواقيت لإتمام أمورهم اليومية وما زال ذلك الأمر مستمر في عصرنا إلى الآن وبالفعل الصلاة خير سبيل يستطيع المرء اتخاذها كوسيلة لتنظيم الوقت .
قد قرأت كثيراً كي أستطيع الكتابة عن هذا الشيء العظيم ولن أخفيكم أنني وجدتُ صعوبة في أحصاء تلك الفوائد , فكلما بحثت وجدت فوائد مختلفة تبهرني لم أكن أتصورها ولكن لم أتفاجئ من ذلك فهذا الشيء ليس بصنعِ البشر .
لكنني في نفس الوقت أصبت بالحزن فعندما أتذكر أنني أحياناً اتثاقل في أدائها بسبب ارهاق الدراسة أو غير ذلك أشعر بحرقة الندم ..اسأل الله المغفرة , غير أنني أصاب بالذهول من أولئك الذين لا يقومون بأدائها وشخصياً لا أعتبرهم سوى أنهم مصابون “بالجهل” أسأل الله لهم الهداية , فكيف يمكن للشخص تركها وهو يعلم بعظمةِ أمرها؟؟ كيف يستطيع مقاومة لذة الشعور بتلك الراحة الممزوجة بالسعادة عندما يتمها بكامل خشوعه؟؟ وأعظم حسرة في جهله أنه قد فقد الصلة بينه وبين ميسر أموره وشافي حزن قلبه وهمه !!
واخيراً لا أستطيع أن أقول سوى سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك وما شكرناك حق شكرك وما دعوناك حق دعائك وما دعونا اليك حق دعوتك وما قدرناك حق تقديرك ..سبحانك ربي ما أعظمك !!
المراجع :
موسوعة النابلسي .
[author image=”https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTH4sqcfxz3JPWofbI4vFvM2vYvG3OJlQCGwsUA8lYr1c8SOa9R” ]اسراء ضيف الله الغريبي
مقالات الكاتبه :
ثلاثون دقيقة كافية وستون لمن أراد المزيد
في الدالِ حياة [/author]