سلسلة معادلة الصحة

سمعنا وقرأنا ومن خالقنا تعلمنا ما يحمله الماء من فوائد عظيمة ليست محتكرة على نطاق واحد , بل تفرعت فوائده في تحضير الطعام أو استخدامه في أمور النظافة  وغيرها من الفوائد التي لا تعد و لا تحصى , وما نريد تسليط الضوء عليه هو فائدة الماء في إنقاص الوزن ولا أعتقد أن هذه الفائدة  تم ذكرها أمامكم لأول مره , فقد دارت بيننا كثير من الأقوال التي تدور حول فائدة الماء في إنقاص الوزن .

لكن إذا أخذنا هذه الفائدة على محمل الجد وبدأنا في تطبيقها سوف تدور في أذهننا العديد من التساؤلات حول كيفية شرب الماء,  فهل يتم شرب الماء بارد أم ساخن أو فيما بينهما ؟ احتارت عقولنا في اختيار القول المناسب وتنفيذه لكثرة المعلومات المتداولة حول هذا الموضوع فجميعها تكون مختلفة عن الأخرى وليس فيها ما يثبت لنا مصداقيتها , وهذه الحيرة تفتح أمامنا الطريق للبحث عن القول الأصح .

فذهبت أتجول بين المواقع العربية والأجنبية ولم يقتصر بحثي على هذا الحد فقط , بل كنت اسأل من حولي : ماهي الطريقة الصحيحة لشرب الماء التي من خلالها يتم إنقاص الوزن ؟

كانت أجوبتهم مقتصرة على أن شرب الماء الساخن هي الطريقة المثلى لخسارة الوزن !! وأعتقد أن انحيازهم  لهذا القول هو بسب حقيقة الماء الساخن الفعلية في إزالة الدهون على أرض الواقع بمعنى أنه تم ربط هذا الشي بفعاليته على دهون جسم الإنسان .

ومنهم من يقول أن شرب الماء البارد أفضل لكون الجسم  يقوم  بمعادلة درجة حرارته  ليتوصل بذلك إلى اعتدال في  درجة الحرارة  , وتلك العملية تجعل الجسم يستهلك سعرات حرارية  فبتالي ينتج عنها خسارة في الوزن . 

لفتت نظري هذه المعلومة لكن عندما بحثت عنها لم أجد ما يثبتها , كانت مجرد معلومة لم تثبت بدراسات طبقت فعلياً أو تم تصديقها من أماكن معتمدة فلم اخذها بعين الاعتبار.

فتوصلت أخيراً أن شرب الماء الدافئ هو الأفضل (ماء بدرجة حرارة الغرفة العادية )  لفائدته في المحافظة على درجة توازن الجسم الذي بدورة تعتمد كثير من الإنزيمات في عملها عليه , وما يؤكد عدم مصداقية أفضلية شرب الماء البارد أنه يمكن أن يؤدي إلى تغير كبير في تركيب الطعام داخل المعدة فيجعل من عملية الهضم أمر صعب مما يؤدي إلى التجشؤ لكون درجة حرارة المعدة دافئة مقارنة  بدرجة الماء .

ويقوم الماء الدافئ بتحفيز حركة الأمعاء لما يقوم به الماء على استرخاء الأوعية الدموية للقناة الهضمية فيساعد على تنشيط عملية الهضم , أيضاً شرب الماء الدافئ في يوم حار يزيد من التعرق وعليه يترتب إطلاق السموم من الجسم وتنقية مجرى الدم .

فالماء الدافئ يمنحنا الشعور بامتلاء المعدة  فيحد من ذلك الشعور بالجوع كما يمنع ترسب الدهون بحيث أنه يعمل على نقل أكبر كمية من المخلفات والدهون إلى خارج الجسم خاصةً تلك الدهون المعروفة بالدهون الورقية المسببة للسمنة (هذا ما تم ذكره عن د.ماهر إسكندر استشاري السمنة والنحافة ) .

وتوجد دراسة ينصحون بها ’أطباء الاتحاد الياباني للأمراض’ تقتضي بأن شرب 4 أكواب من الماء سعة كل واحدة منها 160 مل بشرط عدم تناول الطعام إلا بعد 45 دقيقة بالإضافة إلى التدرج في زيادة كمية الماء يوماً , يؤدي ذلك إلى إنقاص الوزن مع اقتران النقصان بتحسن في الصحة .

وهذه الدراسة وجدت منذ زمن بعيد فقد ذكرها الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني رحمة الله بعدما قرأ عن إبن القيم رحمة الله تجربته في العلاج بالماء لمدة 40 يوماً وذكر أنه عندما قام بنفس التجربة تم انخفاض وزنة بما يعادل 20 كلجم أو أكثر بالإضافة لشفائه من الأمراض العديدة التي كان يعاني منها , ومنها خرج بنظرية ” أن الإنسان يستطيع العيش بدون طعام لمدة 40 يوم في حالة شربة للماء فقط ” .

وأخيراً كثيراً من الأطباء وأخصائي التغذية شددوا على أنه يجب عليك ألا تقتصر شربك للماء على كمية محددة فلا يمكن تعميم الكمية على الجميع نظراً لاختلاف معدل الحركة في يومهم واختلاف أوزانهم , فأحياناً 4 أو 8 أكواب لا تكفي  لتروي عطشك في اليوم  , ولا تضع في حسبانك إضافة السوائل التي تشربها في اليوم كالقهوة أو العصير إلى كمية الماء التي تقوم بشربها , فقط لا تحرم نفسك من هذه النعمة وتحددها بكم أو مقدار فسبحان الذي جعل من الماء كل شيء حي.

* تم الاستفادة من بعض معلومات هذه المقالة من موقع (bodyvim) و (mawhopon)

 

 

اسراء الغريبي