لوَهْلَةٍ مِنْ العُمْرِ فِي الدُنيا قَد تَتَكَاثَرُ عَلَيْناَ

 

الأوْجَاعُ نُجْرَحُ ِمنْ  أَعَزِ الأشْخَاص بقصدٍ منهم

 

أو بلا قَصْد نُفَاجَأُ بِمَوُتِ عَزِيزٍ أو حَادِثٍ مَرِير

 

تَقْشَعِرُ مِنْهُ الأَبْدَان نَسْمَعُ مَا يُقَالُ فِي غَيْرِنا و

 

غَيْرُنَا يَقُولُ مَا لَيْسَ فِينَا بَاتَ ضَجِيجُ الأَصْوَاتِ

 

دَاخِلُنا مُزْعِجْ و مُتَذَبْذِبْ مَا بَيِن الشْكِ وَ الْحِيرَة

 

مَا بَيِن الاكتئاب وَ القَلَقْ مَا بَيِن  الرِضَى و

 

الغَضَبْ نَتِيجَةً لِصَدَى ذَلِكَ الضَجِيج يُرَاوِدُنَا

 

شُعُورٌ بِأنْ الْحَيَاةَ لاَ قِيمَة لَهَا فِي أَعْيُنِنَا و لا

 

نَرَى إلا ظَلامَها الدّامِس  كَضَبَابٍ يُغَطِي كُلَ ماَ

 

حَوْلَهُ و أنَهَا فَقَدَتْ أَعْمِدَتَها التِي تُكْسِبُهَا الْقُوةَ

 

وَ الْصَلاَبَة وَ يَصُبُ دَاخِلُنَا شُعُورُ اليَأْسِ وَ

 

الْحُزُن فَنَتَسَأْل بَيْنَنَا وَ بَيِن أَنْفُسَنَا:

يا لله لماذا أنا؟

لماذا غيري أحسن حال مني؟

و الكثير من لماذا و لماذا ؟!

 

فِي تِلْكَ اللْحْظَة الْبَائِسَة يَسْتَيْقِظَ نُورٌ صَغِير 

 

دَاخِلَ ذَلك القَلْبِ الْحَزِينْ! لِيَبْدَأ تَدْرِيجياً

 

بِالانْتِشَار مَعَ كُلِ نَبْضَةٍ يَدُقُهَا القَلْب لِيَبُثَ

 

شُعَاعَهُ نَاشِراً سَلامَهُ الدْاخِلِي لِذوَاتِنَا وَ كَأْن 

 

الْحَيَاَة بَدَأتْ تَتَأجَجُ أَلْوَاَناً طَيْفِية دَاخِلَ أَعْينَنَا

 

لنَعِيشَ ذَلِكَ الألَمْ بِجُرْعَةِ أَمَلٍ تَرسُمُ على

 

مُحَيَانَا ابْتِسَامَةَ رِضَى, سِرُ ذَلِكَ  النُور البِذْرَة

 

التِي زُرِعَتْ فِينَا مُنْذُ الَمهد، بِذرَة { يَارَب } لِنَزدَادَ

 

بِتِلكَ  البِذْرَة  نُمُواً و قُوة فَإذا زُرِعَ في القَلْبِ

 

شَيْئاً أَحَبَه فَأَمَر اللسَانْ بِذكِره و العَقْلَ

 

بِتَصَوُرِه لِنَجِدَ أَنْفُسَنَا تِلْقَائِياً نَتَألَمُ

 

بِالحَمد الله و نُرَدِدْ قَدَرَ الله و مَا شَاءَ فَعَل و

 

نَنْظُرَ على أنْ دَوامَ الحَال ِمن المُحَال و كُل

 

مُصِيبَةٍ تُصِيبنا قَدَرٌ مـِن الله و الخيرُ الكثيرٌ

 

فِيْمَا نَجْهَلُه لِنَظَلَ عَلَى يَقِينٍ بِأنَه لَو كُشِفَ لنا

 

غطَاءُ الغَيبَ لمَا اختَرنَا إلا الواقِع.

 

 

 أمل عوض الحساني