المضادات الحيوية بين الصحة والمرض
تعددت الآراء حول استخدام المضادات الحيوية، فهناك من يسخدمها بشكل عشوائي غير مبالي بمدى خطورتها، وآخر أُصيب بالخوف الشديد منها فأصبح يرفضها حتى عند حاجته إليها!
المضادات الحيوية سلاحٌ ذو حدين فإن أُستخدمت بالشكل الأمثل وذلك بإتباع إرشادات الطبيب كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن أستخدمت بطريقة عشوائية وأُسيء إستعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض , ولابد أن نعلم أن بعض المضادات الحيوية تؤثر على السمع وتؤثر على وظائف نخاع العظام مما يؤدي إلى نقص مناعة الجسم وعدم قدرته على مكافحة الجراثيم، وهناك بعض الحالات والفئات التي لابد من الحذر والوعي الشديد عند استخدام المضادات الحيوية لعلاجها، مثلاً الحامل والأطفال إذ يجب على الطبيب المعالج قبل وصف المضادات الحيوية لعلاجهم معرفة كفاءة الكبد والكلى والجهاز العصبي وخلايا الدم، خصوصاً إذا كان العلاج لفترة طويلة ، كما يجب على الطبيب المعالج معرفة التاريخ المرضي للمريض.
تعددت أنواع المضادات الحيوية في عصرنا الحالي , ولكل نوع منها أسماء متعددة حسب الشركات المصنعة لها ولاتقتصر صناعتها على هيئة كبسولات بل على شكل مراهم، أو مساحيق أو نقط للعين والأذن والأنف .
تكتسب البكتيريا مناعة ضد بعض المضادات الحيوية نتيجة سوء الإستعمال وذلك عند الإستهلاك المفرط في تناول المضادات الحيوية أو حينما تُعطى بجرعات غير مناسبة أو تُعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة او تُعطى لمدة قصيرة غير كافية للعلاج ، ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لاتحتاج للمعالجة بل تُشفى ذاتياً.
مناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية حيث تُخلق البكتيريا ولديها القدرة العالية على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة ولهذا السبب يعكف العلماء على تطوير أدوية جديدة قادرة على تخطي هذه المشاكل ومن هذه الأدوية مايُسمى بالأدوية الذكية التي يمكن أن تكون بديلة للمضادات الحيوية وتساعد على حل مقاومة البكتيريا للمضادات على سبيل المثال قام العلماء بتصميم مادة “البيبتيد” وهي جزء تفرزه النباتات والحيوات لمقاومة العدوى له خصائص مشابهة للمضاات الحيوية. يقوم ” البيبتيد ” بعمل ثقوب في غشاء خلية البكتيريا مما يؤدي إلى قتلها من خصائص هذا الأسلوب الجديد في العلاج أن البكتيريا لم تتعرف على ذلك التركيب من قبل مما يصعب عليه مقاومة المضاد الحيوي .
وللحفاظ على فعالية المضادات الحيوية ينبغي مراعاة الآتي :
- تناول المضاد الحيوي بوصفة طبية وإكمال الجرعة إلى نهايتها حتى عند الشعور بالتحسن
- التخلص من أي كمية متبقية من المضاد الحيوي
- عدم طلب المضاد الحيوي من الطبيب لعلاج نزلات البرد والأنفلونزا لأنها أمراض تسببها الفيروسات لهذا لاتفيد المضادات الحيوية في علاجها
- تقديم البدائل العلاجية للمريض عند طلبه المضادات الحيوية و تثقيفه عن ضرر المضادات الحيوية وطرق استخدامها الصحيحة
- عدم تتناول المضاد الحيوي الذي صُرف لعلاج شخص آخر فتناول العلاج الخطأ قد يؤخر العلاج ويسمح للبكتيريا بالتكاثر
دور الصحة العامة ضد مقاومة المضادات الحيوية تتلخص في النقاط التالية:
- إنشاء قاعدة البيانات لمراقبة كيفية استهلاك واستخدام المضادات الحيوية من قِبل المؤسسات الصحية والعامة
- تحليل البيانات لمعرفة المسببات، ووضع الخطط والبرامج و القوانين التي تعزز من الصحة العامة والسلوك الصحي لاستهلاك واستخدام المضادات الحيوية لكل من العاملين في المجال الصحي و الأفراد من العامة
- تقييم ومتابعة الأوضاع بعد فرض وتفعيل الخطط البرامج و القوانين
أ.عائشة الشهري
أخصائية صحة عامة