” ماعندها واسطة”
” ماعندها واسطة”
في الأسبوع الماضي جرت إحدى صديقاتي المُقربات عملية استئصال المرارة في إحدىالمستشفيات الحكومية “المعروفة جداً” بعد معاناة طويلة من الألم و دوامة معقدة من المواعيد، والتجاوزات، وقلّة الحيلة
صديقتي مواطنة سعودية.. إي أنه ببساطة يحق لها العلاج في جميع مستشفيات المملكة بالمجان.. كما يحق لها حسب لائحة
حقوق المرضى” أن تتلقى الخدمة المناسبة في الوقت المناسب”
ولكن مع الأسف تُفاجأ في موعد عمليتها المحدد بورقة رسمية من قبل المستشفى والطبيب المعالج
أنه تم “إلغاء عمليتها” دون أدنى أسباب منطقية!
وعند مراجعتها للمستشفى يخبرها الموظف ” أنه لايوجد لها إي موعد”! كما لو أن الموعد تبّخر فجأةً من نظام المستشفى !
ومن هُنا تبدأ الدوامة .. بين ألم المرض.. وألم الخيبة! تتخبط المريضة بين دهاليز المستشفى للبحث عن موعدٍ جديد
حتى يخبروها أخيراً أن أقرب موعد لها سيكون بعد أربعة أشهر من الموعد الملغي رغم أنه لاذنب ولا علم لها
في سبب الإلغاء منذُ بدايته؟
لاتستسلم المريضة.. وتتجه للإتصال بالخط الساخن لإستقبال الشكاوي في وزارة الصحة..
والمفاجأة تكمن هُنا ! في ظل ساعات قليلة والشكوى تصل إلى أبواب المستشفى ومن ثُم إلى الطبيب المعالج
والجميع أصبح يركض مُسرعاً لإجراء حلٍ مستعجل ليكون موعد العملية بعد “٤ أيام من الموعد الملغي
“! بدلاً من أربعة أشهر!
والحقيقة هذا مجهود عظيم وجبار تُشكر عليه وزارة الصحة في التجاوب السريع والفعال مع هموم وشكاوي المرضى.
لكن نعود لنكمل قصة صديقتنا التي ظنت أنها تنفست الصُعداء بعد هذه الدوامة الطويلة لدخولها غرفة التنويم
للإستعداد لإجراء العملية إلا أنها تتفاجأ أن أحد الأطباء ” يُدخن بشراهة” في مكتبة القريب من غرفة التنويم
مع علمه أن هنالك لائحة تمنع التدخين تماماً داخل إي منشأة حكومية.. فما بالك بمنشأة مليئة بالمرضى؟
والمشكلة الأدهى والأمر أن صديقتنا تعاني من مشاكل تنفسية.. مما أدى إلى دخولها في نوبة ربو قبل العملية!
فما كان من طاقم التمريض إلا نقلها لغرفة بعيدة عن مكتب ” سعادة الطبيب المُدخن” دون إتخاذ أدنى إجراء رسمي معه!
والحقيقة معاناة صديقتنا هذه.. هي مثال بسيط جداً ونقطة في بحر .. من المرضى الذين يعانون في كل يوم وكل لحظة
وكل ثانية من هذه المشاكل اليومية
ولكن بكوني مختصة في مجال الإدارة الصّحية.. أقترح على وزارة الصحة أن تبحث عن جذور المشكلة
التي تجعل شكاوي المرضى في المستشفياتا لحكومية بشكلٍ خاص لاتنتهي! كما أقترح عليهم أن يحاولوا قدر الإمكان
التركيز في جودة “عمل وتعامل” الموظفين أكثر من التركيز في جودة “المكان” فقط!
وفي الخِتام..
لو أدى كل شخص في المجال الطبّي عمله على أكمل وجه.. ” دون أدنى واسطات.. أو مجاملات “
ولو استشعر عظمة “القسم” الذي أقسمه قبل شروعه في مهنته.. لما وجدنا مريضاً “يشتكي” إلا من مرضه!
اُمنية يحي نتـو – أخصائية إدارة صحّية.