القلم الاعلامي و بوصلة الخدمات الصحية؟

سواء كان في الماضي او الحاضر او المستقبل، يعتبر الاعلام المكتوب او المرئي هو القلم الذي يمتلك القدرة علي كتابة التاريخ. و هذا القلم الاعلامي، سلاح ذو حدين، اما ان يكون موجه لصالحك او انه موجه ضدك. و للتعامل مع هذا القلم الاعلامي، لابد ن يمتلك الشخص المقدرة الثقافية و الشجاعة في العمل الذي يقدمه. الي جانب ذلك يمكن اعتبار المادة الاعلامية (المقروءة منها او المرئية) عبارة عن محاضرات و دروس عامة يلقيها اصحاب التخصص و الشأن و يستفيد منها الجميع. وهنا لنا بعض الوقفات مع بعض ما كتبه القلم الاعلامي والتي يمكن لنا الاستفادة منها في مجالنا العملي في الخدمات الصحية. مثلاً، طالعنا وزير الصحة الاسبق د. المانع بكتابة مقال صحفي بإحدى الجرائد المحلية و هو يتحدث عن احد مراحل عمله وزيراً للصحة، و كيف كان تعامل الكوادر الصحية العاملة بوزارة الصحة معه. وكان مقالاً شيقاً، وله من المدلولات التي يمكن الاستفادة منها لمن يأتي بعده من قيادات صحية. الي جانب ذلك، كان تعاطي وزيري الصحة السابقين (د. المانع و د. الربيعة) مع الاعلام (سواءً المقروء منه او المرئي) بطريقة احترافية و اكثر من رائعة. حيث تحدثا عن مراحل عملهما وزيرين للصحة و ماهية الحلول التي كانت مناسبة للمشاكل التي واجهتهما خلال عملهما.

ان من يُكلف بمنصب قيادي في الخدمات الصحية يحتاج الي خبرة و دراية و حنكة في التعامل مع الكوادر الصحية المحيطة به، وذلك لهدف مواجهة العديد من الملفات الصحية الهامة والساخنة في حقل العمل الصحي. وفي خلال العقود الزمنية السابقة، حمل الحقيبة القيادية للخدمات الصحية العديد من الشخصيات القيادية الرائعة و الفذة، ومنهم ا.د. شبكشي و د. المانع و د. الربيعة (وهم ممن يحملون الشهادات العليا في المجال الطبي ومصنفين اما كاستشاريين او اساتذة جامعات) ولنا فيما قدموه من اعمال العديد من الدروس والعبر. فعندما تولي ا.د. شبكشي وجد ان الوزارة كانت تعاني من العديد من المشاكل الادارية و المالية و الفنية، ومنها مثلاً الديون المالية المتراكمة علي كاهل الوزارة الي جانب عدم وجود بنية تحتية كبيرة مثل المستشفيات و المراكز الصحية، فعمل جاهداً علي تقليص النواقص التي تواجهها الخدمات الصحية، الي جانب انه عمل جاهداً علي تنظيم العديد من المواضيع الهامة والتي تنصب في تحسين الخدمات الصحية ومنها علي سبيل المثال البنية التحتية للخدمات الصحية مثل بناء المستشفيات و المراكز الصحية و سعودة القطاع الصحي و تطوير برامج التدريب و الابتعاث لمنسوبي وزارة الصحة و الذي نجني ثماره الان. وفي المقابل اجتهد الدكتور المانع في تطوير معايير الخدمات الصحية بمختلف المنشآت الصحية و تأسيس المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، الي جانب موضوع التامين الصحي (الذي كان نواة العمل للحاضر و المستقبل) و تأسيس العديد من البرامج الصحية. وعندما تولي الدكتور الربيعة زمام المنصب، فقد احضر معه خبرته الناجحة في المجال الصحي خلال عمله بالشئون الصحية بالحرس الوطني، وعمل بكل اجتهاد علي تصحيح وضع العاملين بالمنشآت الصحية لكي يكون لهم حافز لتقديم افضل ما لديهم، الي جانب اجتهاده المثمر في تطوير الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة و تطوير البرامج الصحية. ان ما ذكرته سابقا من اعمال للوزراء المذكورين هو غيض من فيض (سجله و كتبه القلم الاعلامي) لأعمال قاموا بها لتطوير الخدمات الصحية.

باختصار… ان من يحمل الحقيبة القيادية للخدمات الصحة لابد ان يكون لديه مفهوم شامل لمعني الخدمات الصحية، فهذه الخدمة مرتبطة بصورة عامة بصحة المجتمع (و الممثل في شخص المواطن و المقيم)، وان تطوير الخدمات الصحية (سواء الطبية والفنية والادارية) بجميع المنشآت الصحية امر هام و ضروري و مطلب، الي جانب ان رأي المواطن بالخدمات الصحية والموظف الذي يقدم الخدمة الصحية (من الطبيب الي موظف الاستقبال) و رضاهما عاملين لا يمكن تجاهلهما. و كل تلك الاعمال و التي يقوم بها مختلف القيادات الصحية تكون مرصودة من قبل الحبر الاعلامي و الذي يسجل كل تلك الاعمال.