لستُ حَلوى
لستُ حَلوى
أهلاً بك عزيزي القارئ، دعني اعترف لك بعجزي عن كتابة مقدمة لهذا المقال فبعدما وضعت النقاط الأساسية له والمحاور التي أريد مناقشتها في مسودته بالخط العريض شردت بذهني فيما يجب أن أقول وما لا يجب التطرق له وما عفي على الكلام فيه، إلا أني تركت القلم اخيراً في محاولة يائسة لوأد بنات أفكاري اللواتي كن يتراكضن لرؤية النور في مجتمع أكثره لا يقرأ ليتفكر ولا ينصت ليتدبر ولا يوعظ أو يعتبر.
فهل يعقل أن نكون في الألفية الثالثة ومازلنا نناقش قضايا مُسلّم بها على كافة الأصعدة فطرياً وعلمياً وانسانياً …؟!
#العمل … رفاهية؟
إن حاجة الانسان للعمل والشعور بالإنجاز اللذان يورثان الشعور بالأمان المادي والنفسي، نجدهما في المرتبة الثانية مباشرة بعد الاحتياجات الأساسية في هرم ماسلو.
حاجتنا للشعور بالإنجاز هي حاجة مُلحّة فهي تشعرنا بوجودنا وتفجر طاقاتنا في الفائدة وتعكس عنا صور نحبها، بل وتعطينا سبباً قوياً للتغلب على الصعوبات والمضي قدماً رغم أي وكل شيء وهذا الأمر نفسه سيان عند كلا من الأنثى أو الذكر.
جميع ما سبق يقودنا الى أن العمل لا يُعدّ رفاهية حتى في وجود دخل عائلي يكفل للأفراد حياة كريمة وأن العمل بشتى مجالاته رسالة ووسيلة لتحقيق غاياتٍ عدة أهمها إعمار الأرض وأجلّها خدمة الانسان للإنسان وأشدها ضرورة للشباب في استثمار وحفظ للوقت والجهد والفكر.
#فساد_المستشفيات_بالاختلاط
المرأة السعودية، كل قضاياها شائكة، جدلية ووليمة دسمة للخلاف، يضيع فيها الصواب ما بين مؤيدين متعصبين ومعارضين متمردين.. وأرجو أن يلهمني الله الصواب وإياكم.
كتبت ذات مساء تغريدتين في وسمٍ مشتعل على منصة التواصل “تويتر” بعد عودتي من المستشفى الذي اصل له كل صباح قبل موظفيه وأغادره بعدهم لأن سائقي صاحب “الكوريلا اللي ما تتحمل” يرفض إيصالي أو إيصال أخواتي على حدة مهما اختلفت ساعات الدوام زعماً منه بأن سيارته المسكينة –والتي يرفض قطعاً قيادة غيرها- لا تتحمل ونحسبه عند الله من الصادقين لأسباب فنية لم يتمكن أحد من فهمها حتى اليوم سواه، كانت هذه التغريدتين التي كتبتها تعبر عن استياء شخص يواجه كل هذه المشقّة فقط في رحلة الذهاب والأياب بغض النظر عن ما قد يواجهه كمتدرب في بيئة عمله الجديدة ليعود الى المنزل أخيراً فيجد نفسه متهم بالفساد!
#في_١٤٠_حرف:
“عجبي من الانشغال بإصلاح الخارج عن الداخل والذي هو لُبّ المشكلة.. الفساد منبعه الفكر، التربية وضعف الوازع الديني!”
“من الأجدى آن نعمل على ترسيخ المبادئ في الأجيال عوضاً عن الاكتفاء بفرض العزل عليهم دونما قناعة مما يؤدي الى انتاج جيل متعطش لأي بيئة خصبة!”
#التاريخ_يعيد_نفسه… ولكن!
أكاد لا أحصي عدد القصص التي سمعتها عن وأد أحلام سيدات الماضي والحاضر وأخشى أن يكون الغد، بينها قصص من أردن الالتحاق بهذا المجال وأخريات أردن العمل وكسب الرزق بشرف وتطوير الذات، منهن من أكملت في مجال آخر رضوخاً وتسليماً ومنهن من تخلت عن حلمها قسراً، ولكن هذا المستقبل الحاضر يشهد لهن بإنجاب وتربية جيل من الشابات اللواتي يحملن قضاياهن وقضايا جميع النساء من قبل ومن بعد بل وأن نجاح احداهن يعد نجاحاً لجميع بنات جنسها وبرهاناً على قدراتهن.
افراد هذا المجتمع يمارسون الرقابة الأبوية على بعضهم البعض ولا أحد منهم يمارس الرقابة الذاتية على ذاته ولا أحد يؤمن بأنها مناط الحكم على ما تخفيه الصدور الا من رحم ربي. وذلك ما يجعلنا مجتمع يفتقر للفكر التربوي وتوجهه الأبواق والأفواه للأسف، مجتمع تمسك بتلابيبه العادات والتقاليد في تجاهل تام للمباح والمحرم من الأمور، مجتمع مصاب بمتلازمة “العيب” ويسمي الأشياء بغير اسمها فيطلق على العمل في خدمة أشد فئاته حاجةً اختلاط والجلوس دونما آثر يُذكر عبادة، مجتمع يخشى ألسنة الناس أكثر من خشيته تحطيم حُلم، مجتمع لا يؤمن بالطموح إلا للرجل ومتى ما حملت المرأة فيه طموحاً سُمّي عصيان وتمرد وانتقضت شرعيته.
الى مُطلِقي هذه الأوسمة ولكل اللذين شاركوا فيها بالافتراء: لا أنا ولا نساء العالم أجمع ولا حتى “الكوريلا المسكينة” نتحمل مسؤولية فهمك الخاطئ ونظرتك القاصرة لدور المرأة، والتي سرعان ما تتلاشى حين تكون المريضة زوجتك/ابنتك/اختك!
صدقني ان تغريدتك الوقحة والمختبئة خلف اسم مستعار لا تعطيك المساحة الكافية من الحرية للخوض في الأعراض وللتعميم كالجهلاء ولا أنا ولا أي امرأة شريفة تعمل في هذا المجال ستغفر لك هذا التجني بل ستحمله في عنقك حتى يحصحص الحق يوم الحق.
#سبيل… فهل من عابر؟
عزيزي الأب/الزوج/الأخ إن الأنثى ليست حلوى مكشوفة ولا حلوى مغطاة وليست حلوى أصلاً، الأنثى انسان يتشارك معك جميع خصائصك الانسانية وجميع احتياجاتك الفطرية ومسؤولياتك الاجتماعية، صدقني ان معاملتها كـ قنبلة موقوتة لن يزيد الأمور الا سوءاً وسيحدث ما تخشى حدوثه، لن تصُنها بعزلها عن العالم الخارجي أو الجنس الآخر ولا بمراقبتها تحت ظروف معينة فحتى التجارب المعملية يحدث أن تفشل مع وجود كل العوامل المناسبة.
اعفِ نفسك من كتابة مستقبلها فقد تولى الله عز وجل ذلك مُذ أن خلقها، أما انت فلازمها بالتوجيه، ادعمها بالنصح، سلحها بالتقوى واعطها بعد ذلك كل الثقة لتتعامل مع مختلف المواقف، ستقف عند الطريق الخطأ، ستميزه وتقرر بما أُسِست عليه، ذلك فقط ولا أعرف غيره للراحة سبيلاً.