عندما تكون المرأة وجهين لعملة واحدة!
سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية”
عندما تكون المرأة وجهين لعملة واحدة!
المرأة الأم والمرأة العاملة، وجهين لعملة واحدة في كثير من الحالات فهل تمكنت المرأة الأم من استنساخ عملة الرجل الأب والذي يستخدم وجه العملة الأب في البيت ووجه العملة الآخر في العمل؟
مساواة المرأة بالرجل في البيت وفي العمل مطلب حضاري تتسابق الشعوب والمنظمات لتبنيه، طالبت به المرأة لعقود متتالية ولا زالت فئة من السيدات تحاول جاهدة التمسك بمبدأ المساواة بل وتبذل الجهد لاثبات قدراتها وتميزها مما زاد من العبء على عاتقها، ففي المجتمعات المعاصرة المرأة بحاجة لإثبات جدارتها في الإنضمام لكادر العمل لكون انضمامها إختياري في حين أن إنضمام الرجل إلزامي وبدون إدراك المجتمعات وأفرادها بالتحول التدريجي، تحول انضمام المرأة الإختياري في حالات ليست بالقليلة الى إنضمام إلزامي بسبب تنازل الرجل عن دور الوصاية. كما أن المرأة المعاصرة بحاجة لتبرير مطالبتها بالمساواة واثبات امتلاكها لصفات وقدرات مساوية لتلك التي عند الرجل فأصبحت تسعى للتميز وبناء كيان وظيفي لاثبات وجودها بين نظراؤها الرجال.
الأم والأب … لكلاهما احساس عميق بالمسؤولية تجاه الأسرة والأبناء…… الأب يستخدم وجه العملة الآخر عند مغادرة البيت الى العمل، … الأم لا تتمكن ولن تتمكن من استخدام الوجه الآخر للعملة خلال ساعات العمل لان وجه العملة الأم هو دور مستمر ولا يمكن باي حال من الأحوال قلبه الى الاسفل ولو لفترة قصيرة.
وبالتالي يمكن استعراض طرفي معادلة التساوي في العمل كالتالي:
- طرف المرأة: مساهمة وظيفية + جهد مضاعف للتميز + دور الأمومة والرعاية الغير قابل للإيقاف المؤقت.
- طرف الرجل: مساهمة وظيفية + لا شئ
تمكنت المرأة من إثبات جدارتها لكادر العمل ومن تساوي قدراتها مع قدرات الرجل، لكنها لم تتمكن من التنازل عن دورها في الامومة والرعاية! عندما حاولت المرأة ولعقود عدة اثبات تساويها مع الرجل لم تدرك بأن البشرية منذ آلاف السنين مدركة بأن الخالق قد أوجد البشر متساويين ثم وزع بينهم المسؤوليات لتتوازن الحياة، كأن أوكل للرجل دور الوصاية وللمرأة دور الرعاية وكأن اوكل للغني دور الكفالة وللفقير دور الخدمة وهكذا….
اذا تمكنت المرأة من استخدام وجهي العملة في آن واحد تكون قد سعت في مهمة ناجحة وهادفة. أو ربما هي مسؤولية المجتمع تجاه المرأة في إبتكار عملة ذات وجهين متجاورين لا متظاهرين !!!
د.عبير الراشد
استاذ الإدارة الصحية المساعد/ جامعة الملك سعود
[…] عندما تكون المرأة وجهين لعملة واحدة! […]