مجلة الجودة الصحية " أين هي من الجودة ؟ "

ما علاقة سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية” بالجودة ؟ أو بالأحرى هل لها علاقة بالجودة ؟

نعم، السلسلة لها علاقة بالجودة ( من منظور إرتباط جميع معطيات الحياة بمفهوم الجودة).
لا، السلسلة ليس لهاعلاقة بالجودة (من منظور الجودة مفهوم إداري يدير الأداء الوظيفي في مؤسسات الأعمال).

في القطاع الصحي السعودي، تشغل المرأة 39.5% من الوظائف الصحية وعند الإشارة إلى أحد مبادئ إدارة الجودة الأساسية “التركيز على العميل” والذي يعطي العميل تعريف واسع ليشمل من هم أكثر من المرضى، يتضح أن المرأة العاملة أحد فئات العميل في المنشأة الصحية. و في حال تبنت الإدارة مفاهيم الجودة الحديثة فلا بد أنها تتخذ قراراتها وتنظم إستراتيجيات العمل من خلال صوت (إحتياجات وتوقعات) تلك المرأة العاملة – كعميل داخلي- في المنشأة الصحية.

أُختُتِمت مقالات سلسلة عمل المرأة (“ممنوع اصطحاب الأطفال”….الجودة: ظاهرة إدارية فعلية؟) بمثال لقرار إداري تم إتخاذه في منشأة تبنّت الجودة الحديثة إلا أنها غفلت عن صوت العميل (الموظفة الأم لطفل صغير) والذي يمثل أحد مبادئ الجودة الرئيسية ! وبالتالي لا بد من طرح السؤال التالي: ما الذي يتم تطبيقه من الجودة إذا تبين إغفال مبدأ رئيسي في هذا المثال تحديدا ؟

مقالة أخرى ضمن السلسلة ” المساواة عبء حضاري على عاتق المرأة المعاصرة! ” وأخرى ” عندما تكون المرأة وجهين لعملة واحدة!” قدمتا إسترتيجية إدارية لإدارة الموارد بما يتلائم مع الإحتياج كترجمة لآلية الجودة في تطوير الآداء من خلال تجنب الهدر. العدالة – وليس المساواة- بين الأم العاملة وغيرها من العاملين من الآليات المؤدية للإستخدام الأمثل للموارد وتجنب الهدر.

إحدى مقالات السلسلة “هل يتطلب الامر انسحاب المرأة “الأم” من الساحة العملية لتحقيق العدالة؟” وكذلك مقالة ” لا للمطالبة بالدور الوظيفي الكامل من مقدمي الرعاية لذويهم” حذرت من خطورة تحميل الأفراد مسؤولية تدني مستوى الأداء و إغفال الإدارة لدورها في معالجة تصميم نظام العمل. حيث تؤكد الجودة بأن مستوى الأداء هو مسؤولية جماعية وليست فردية! وهذا ما ترجمته مقالة “الترابط الأسري” مسؤولية الأسرة أم المجتمع! “.

أخيراً، الجودة هي إسلوب تفكير وعمل يتجاوز حدود منشأة العمل ليشمل جميع مظاهر الحياة. مقالة ” تطبيق مفاهيم الجودة الحديثة …. ظاهرة إدارية صحية” استعرضت الفهم الخاطئ للجودة والغرض منها وبالتالي التطبيق الخاطئ.

د.عبير الراشد

استاذ الإدارة الصحية المساعد/ جامعة الملك سعود