تقرير الجودة الصحية- إعداد: عبدالرحمن المحمادي

 

عملية اتخاذ القرار تعتبر الوظيفة الأخيرة من وظائف الإدارة الصحية وذات أهمية عالية مقارنة بالممارسات والمهام الأخرى.

فأهمية هذه الوظيفة تتجلى في كونها أصعب الممارسات التي تواجه الأفراد والجماعات والمنظمات ، فاتخاذ القرارات السليمة هو جوهر الأداء السليم لمختلف المدراء وفي مختلف مستوياتهم الإدارية .

 

مفهوم القرار :-

– الاختيار الحذر والدقيق لاحد البدائل بين اثنين أو اكثر من مجموعة البدائل السلوكية ” تاننباوم وزملاه “.

– عملية تقوم على الاختيار المدرك للغايات التي لاتكون في الغالب استجابات اتوماتيكية أو رد فعل مباشر” بارنارد”

 

مفهوم اتخاذالقرار:-

– عملية مستمرة لتقييم البدائل من اجل تحقيق هدف معين .

– الاختيار القائم على اسس بعض المعايير لبديل واحد من بين عدة بديلين محتملين أو اكثر .

– عملية مستمرة يتم فيها المفاضلة والاختيار بين عدة بدائل بغية تحقيق اهداف معينة. 

 

أنواع القرارات:-

– القرارت حسب درجة الاهمية :

تتباين القرارات المراد اتخاذها وفقا لدرجة الاهمية التي تتسم بها والمهام المقترنة فيها ، وتوجد هناك العديد من المعايير التي يتم في اطارها تحديد درجة الاهمية التي يتسم بها القرار المراد إنجازه :-

 

  أ- النتائج التي يتوفى الوصول اليها في مجال تحقيق اهداف المنظمة نتيجة الاساليب المرتبطة باتخاذ القرار المعين .

 ب- اعداد الأفراد الذين يتاثرون بالقرار الذي يتم اتخاذه ، اذ كلما ازداد عدد الافراد الذين يتاثرون بالقرار كلما ازدادت اهمية ذلك القرار .

 ج- الفترة الزمنية المراد اتخاذها للقرار في ضوءها ، اذ كلما كان الضغط الزمني لاتخاذ القرار ملحا ولايمكن التريث في اتخاذه ، كلما اتسم ذلك القرار بالاهمية الكبيرة والعكس صحيح .

  د- درجة تكرار القرار واذ أن القرارات التي يكرر حدوثها غالبا ما يتسم باهمية نسبة اقل قياسا بالقرارات غير المتكررة الحدوث .

  ه- درجة المرونة التي يتسم بها القرار من حيث التغيير .

 

القرارات حسب المدى الزمني :

  وهي القرارات الإستراتيجية والقرارات التشغيلية والقرارات التنفيذية :

    أ-  القرارات بعيدة المدى : وتمثل القرارات الإستراتيجية وغالبا ما تكون لاكثر من ثلاثة سنوات .

   ب- القرارات متوسطة المدى : وتمثل القرارات التشغيلية التي تكون اكثر من سنة واقل من ثلاثة سنوات

    ج- القرارات قصيرة المدى : وتمثل القرارات التنفيذية التي غالبا ما تكون مساوية أو اقل من سنة واحدة .

 

القرارات من حيث الجهد المبذول :

أ‌-   القرارات المبرمجة : ويقصد بها تلك القرارات المتكررة حدوثها أو اتخاذها اذ انها متكررة الحدوث ومجدولة الهيكلة وتتسم بالروتينية أو الرقابة في الاداء .

ب‌-  القرارات الغير مبرمجة : ويقصد بها تلك الغير متكررة الحدوث ، والتي يتطلب القيام بها بذل الجهود العقلية والفكرية لغرض اتخاذه ، كما انها غالبا ما ترتبط بالعديد من التكاليف أو الصعوبات التي تكتنف حدوثها .

 

القرارات وفقا لطريقة اتخاذها :

أ‌-   القرارات الفردية : وتتمثل بالقرارات التي غالبا ما يتم اتخاذها من قيل المدير أو الرئيس دون أن يستعين بمشاورة أو مشاركة الاخرين.

ب‌-  القرارات الجماعة : وتتمثل بالقرارات التي تستفيد إلى المشاركة والمشاورة والتفاعلية في اتخاذ القرارات .

 

القرارات وفقا لطبيعة الجهة التي قامت باتخاذها :

  أ-  القرارات التنظيمية : وتتمثل بالقرارات التي باتخاذها المدير أو الرئيس استنادا لطبيعة الاطار الوظيفي أو الرسمي الذي يشغله في المنظمة .

 ب-  القرارات الشخصية : وتمثل هذه الانماط من القرارات النزاعات الذاتية والشخصية للرئيس أو المدير اذ انها تتاثر بالميول الشخصية وطبيعية الخبرة المتراكمة لديه في اتخاذ مثل هذه القرارات .

 

القرارات حسب درجة الثقة بالمعلومات المتاحة في اتخاذها:

  ‌أ-  القرارات المؤكدة.

  ب-  القرارات في ظل المخاطرة.

ج-  حالة عدم التأكد.

 

 

مراحل اتخاذ القرار:

1-تحديد المشكلة :

ويمكن ايجاز بعض التساؤلات التي من شانها تحديد المشكلة والآثار المترتبة حول عدم معالجتها أو حلها منها:

‌أ- ما هي المشكلة ؟

‌ب-  مدى خطورة التي تشكلها المشكلة ؟

‌ج-  مدى درجة الحاح في معالجة المشكلة ؟

‌د- الاثار الناجمة من عدم معالجتها أو حلها ؟

‌ه- درجةتاثيرها على الأهداف العامة والخاصة في المنظمة؟

‌و-  مدى علاقة تلك المشكلة بدرجة تحقيق الأهداف ؟

 

2- جمع المعلومات وتحليلها :

إن عملية جمع البيانات والمعلومات وتشكيل قاعدة معرفية حول القرار المناسب لمعالجة المشكلة بشكل القاعدة الاساسية في المعالجة المطلوبة  ، اذ إن وفرة البيانات والمعلومات من حيث الكمية و النوعية والوقت المناسب لوفرتها تعد حصيلة رئيسية التي يقوم عليها متخذ القرار في استنباط الحلول المناسبة .

3 – تحديد البدائل المتاحة :

وهي تستطير البدائل التي يمكن لها أن تدخل في عملية اتخاذ القرار بدون المفاضلة بينها من خلال تحديد البدائل المتاحة امام متخذ القرار وذلك من اجل حل المشكلة . .

4- تقييم البدائل :

بعد تحديد البدائل يتم تقييم كل بديل ، أي تحديد المزايا و العيوب المتوقعة لكل حل بديل . وهذا يتطلب تحديد العوامل الإستراتيجية التي سيتركز عليها عملية التنبؤ و كذلك التنبؤ بالنتائج المتوقعة لكل بديل ، و تاثرات البيئة المحيطة .

5- اختيار البديل الافضل :

أي البديل الذي يحقق احسن من سواه الاهداف التي من اجلها سيكون اتخاذ القرار . وهناك عدة اعتبارات و المعايير هي :

 ‌أ-   الخطر : حيث لا يخلو أي عمل من الخطر هذا لابد من مقارنة اخطار كل حل بديل بالانجازات المتوقعة منه والتي هي اقل خطرا .

 ب-   الجهد الاقل : وهنا تكون المقارنة بين النتائج المتوقعة والجهد المطلوب لتحقيقها ، ومن الطبيعي يكون البديل يعطي افضل النتائج باقل جهد ممكن .

 ج-   التقنين و الترشيد بالموارد المتاحة : نقصد هذا المورد البشري و المادي حيث لابد الاخذ بنظر الاعتبار مدى توفر تلك الموارد وماهي إمكانياتها بالمساهمة في تنفيذ البديل الافضل  .

 د-   التوقيت الملائم : وفيه يجب أن يتم اتخاذ القرار المناسب لتحقيق الأهداف المطلوبة  .

6- تنفيذ القرار :

بعد أن يتم اختيار البديل الامثل والعلمي ، يعرض الموضوع على الجهات ذات العلاقة ( الادارات العليا والوسطى و التنفيذية ) لمناقشة الموضوع بشكل نهائي والاستمتاع إلى وجهات النظر، وبعد المناقشة والوصول إلى راي جماعي بان هذا البديل الامثل ، يتم وضع القرار موضع التنفيذ واعلام الآخرين بتفاصيله لغرض تنفيذه بدقة ، مع اتخاذ الاجراءات اللازمة بمتابعة التنفيذ من اجل تذليل العقبات التي تبرز خلال عملية التنفيذ.

 

أساسيات اتخاذ القرار :      

1-بدون اتخاذ القرار لا يستطيع المدير تحقيق الأهداف وواجبات وظيفته.

2-يرتبط اتخاذ القرار بالسلطة والمسؤولية.

3-الممارسة العملية لوظائف المدير تتطلب اتخاذ القرار.

4-ارتباط القرار بالمستقبل يجعل الدراسة العلمية وخبرة وحكمة المدير اساس صنع اتخاذ القرار.

5- العمل على نقص مشاكل العمل اليومية.

 

ختاما نقول بأن عملية اتخاذ القرار في المنظمة تعتبر جوهر العملية الإدارية، فالشروع في اتخاذ القرارات بالشكل المناسب والصحيح دليل على نجاح الإداري واستمرار الإنتاجية.