تعمل الكثير من المنشآت الصحية للحصول على شهادة اعتماد اللجنة الدولية 
لإعتماد المنظمات الصحية (jci) أو التجديد لمن حصلت عليها في السابق والتي 
يتطلب تجديدها كل ٣سنوات على أن يتم هذا التجديد عبر تقييم فني صارم وشفاف 
من لجنة الفحص من خلال التحقق من (3)مؤشرات تأخذ بها هيئات اعتماد الجودة 
المحلية والدولية في العادة وتتمثل أولهما في مؤشرات البنية وثانيهما 
الأداء وثالثهما المخرجات .

الحصول على مثل هذه الشهادات العالمية في جودة الخدمات الطبية يعد انجاز يعكس أن هذه المنشأة 
يتم انجاز العمل فيها وفقاً لنظم مكتوبة، وعبر نماذج محددة يتم تأديتها على 
فترات زمنية معينة يقوم بها عاملين تحكم العلاقة بينهم هياكل تنظيمية تحدد 
مهامهم ،وحقوقهم ،وواجباتهم ،وتضمن لهم سلامة المحيط الذي يعملون به 
والاجراءات التي يتبعونها في تأدية مهامهم ،وهذه الخطوات في حال تطبيقها 
والالتزام بها سوف تقلل نسبة الأخطاء في العمل ،وترشد الانفاق ،وتقلل من فترة 
الانتظار في الحصول على الخدمة ،وإن حدث هذا فأنه يعد انجاز للمنشأة 
الطبية. وبالتالي فأن التساؤل المطروح هل حصول هذه المنشأت على شهادة 
اعتماد الجودة يعني أن مخرجاتها تتصف بدرجة عالية من الجودة ورضى وقبول 
المستفيدين منها ؟ الجواب من وجهة نظري والذي يحتمل الصواب أو 
الخطأ لا يعني جودة مخرجاتها النهائية بل جودة في مدخلاتها ،والعمليات التي 
تتم لها لكون أن عملية التقييم هذه تفتقد لأهم عنصر قامت عليه الجودة ،وهو 
قياس رضى العميل على الخدمة التي قدمت له من خلال رصد دقيق دوري وشفاف 
ومؤثق يقيم من خلاله المرضى مستوى الخدمة المقدمة لهم في المنشأة الصحية 
عبر أقسامها المتعددة ،وعدم القيام بهذا الإجراء يخل بأهم عنصر قامت عليه 
الجودة في بداية تطبيقها في اليابان في ستينات القرن الماضي بمايعرف حلقات 
الجودة في المصانع التي تقوم فكرتها على استدعاء بعض العملاء الذين حصلوا 
على منتج المصنع ،ومناقشة ملاحظاتهم حول عيوب المنتج وتلافيها في الموديل 
التالي . يمكن أن نحصل على تقييم دقيق 
وشفاف من خلال المستهدف الاول بالخدمة، وهو المريض من خلال سؤاله عن عدة 
عناصر تقوم عليها الجودة بحسب المختصين بهاوالمتمثلة في سهولة وصوله لها 
وحصوله عليه وتحقيق العدالة بين المرضى في الاستفادة منها ومدى ملائمة 
الخدمة المقدمة للمريض وفقاً لحالته الصحية والفترة الزمنية التي قضاها في 
الحصول عليها. عملية القياس هذه من 
قبل المريض يمكن توفيرها للمرضى عبر نظم الكترونية في أجنحة التنويم 
والعيادات على أن يشترط على المريض القيام بها قبل حصوله على المنتج 
النهائي من المنشأة مثل الموعد القادم . 
يجب أن ندرك أن الجودة ممارسة إدارية حديثه ركيزتها الاساسية هو رأى 
العميل أو المستفيد وبدون الأخذ به تظل مقاييس الجودة ناقصة وغير دقيقة. 
وفي الختام يجب أن لا نقلل من حجم انجاز المنشأت 
الصحية في الحصول على شهادة الاعتماد إلا أننا نتطلع إلى مستوى من التميز 
يتوافق مع ابداع ورقي وريادة المنشأت الصحية وبما ينسجم مع كفاءة القائمين 
على إدارتها والعاملين بها .

كتبه: د. عبدالله الحربي.