نعيش جميعاً في عالم يغلب عليه الطابع الاجتماعي، تحكمنا فيه عادات وتقاليد ومسؤوليات مجتمعية تتباين أنواعها؛ لذا كان دائماً من حولنا جهود لا نستطيع نكرانها من بعض الجمعيات الاجتماعية و الخيرية.

لذا فإنّ البحث عن جمعيات تدعم فئات معينة من المجتمع ، يثمر بنتائج مختلفة فمنها ما يدعم أصحاب مرض محدد، ومنها ما يدعم فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها ما يدعم الأيتام و الأرامل و المطلقات وغيرها.

ولكن وفي خضم كثرة الجمعيات المتواجدة، نرى أنّ بعضها لا يسير في الاتجاه المحدد للغاية المُنشأة تلك الجمعيات لأجلها؛ فنجد بعضها تهتم للظهور الإعلامي و بعض آخر تهتم بنشر وإعلاء أسماء مسؤوليها و بعض ثالثٍ تتجاهل مطالبات المساعدة من المستفيدين المسجلين بها.

إن رؤية مثل هذه الأمثلة من جمعيات كان السبب في ظهورها هو دعم فئات المجتمع، يجعلنا نتساءل ما الأسباب الخفية لإنشاء جمعية جُلّ اهتمامها هو الظهور الإعلامي أو التكريم في المحافل مع تجاهل خدمة المجتمع –رغم وجود الميزانيات و التبرعات-؟!

و ما هو الداعي للتشرف بتكليف أعضاء الإدارة اذا كان عملهم غير منصب على مصلحة مستفيدي الجمعية إلا بحسب المزاج ؟!

بالنظر إلى نفس النوع من الجمعيات في دول مجاورة كالبحرين مثلاً، نجد أن أعضاء الجمعيات من أصغرهم إلى رئيسهم جميعاً مُسَخّرون في خدمة المستفيدين، خدمات نفسية و اجتماعية ومادية ومطالبات بالحقوق بدون أي تمييز في التعامل! ولنا في الجمعية البحرينية لمرضى التصلب العصبي المتعدد خير مثال.

وختاماً، كل ما نطلبه هو جمعيات تكون اسم على مسمى، يكون أعضائها من المستفيدين منها هم حجر أساسها، وموظفيها و المتطوعون بها خير مثال على العمل الاجتماعي، و إلا فإن عبارة المسؤولية المجتمعية ستكون منفية عند وصف بعض الجمعيات.