مع بداية شهر رمضان المبارك -أعاده الله على الجميع باليُمْن والبركات- نلاحظ نشاطاً في الحملات التوعوية و الخيرية و الترفيهية ، فتأخذ بعضها ركناً في إحدى المجمعات التجارية و بعضها تُعسكر في الحدائق العامة وغير ذلك من الأماكن التي تشهد تجمعاً من الجمهور.

لقد لوحظت بعض السلوكيات التي صاحبت إحدى الحملات التوعوية و التي اتخذت من أحد أركان مجمع تجاري في إحدى الدول مقراً مؤقتاً لها ، كانت اللافتات التي تُرى من على بُعد أمتار عديدة تنبثق عالياً من الركن مدوّناً عليها بعض الأعراض المَرَضية التي قد نُعاني منها جميعاً بشكل دوري بسبب ضغط العمل والتوتر وغيرها؛ كالصداع أو الإجهاد مثلاً ، ثم سُطِّر بجانب هذه الأعراض اسم إحدى الأمراض المناعية الذي قد لا نسمع بوجوده كثيراً في مجتمعاتنا! و كأن الرسالة التي سيفهمها قارئ تلك اللافتات من بعيد : ( ان كنت تعاني من هذه الأعراض فأنت مصاب بذلك المرض حتماَ) !.

باعتقادي أن هذه الجهود مُقدّرة جداً للتوعية بأمراض أخذت بالانتشار ، ولكن طريقة هذه التوعية قد تُؤزِّم الوضع ، لتنقلنا من حالة نشر المعلومات إلى حالة نشر الوساوس ، كم ستكون جميلة حملاتنا لو اهتممنا قبل الشرح بذكر طريقة التشخيص و التأكيد على أن يكون مع طبيب مختص وليس من معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي او لافتات مبهمة تُصاحب الحملات التوعوية ، وكم ستكون أجمل لو نبّهنا إلى تشابه العديد من الأمراض بنفس الأعراض بل وربما قد تكون أعراض مؤقتة تُصيب الأصحاء أيضاً، وكم ستكون أجمل و أشمل و أصحّ لو التزمنا بعدم جذب الانتباه للركن من بعيد بلافتاتٍ قد يصعب فهمها إلا بشكل سيء وخطير!

وبالختام أقدم جُل التحايا والتقدير لكل من يحمل على عاتقه توعية المجتمع ، وتحية أكبر لمن يرتقي بهذه التوعية لتكون توعية “صحية صحيحة”.

 

 

 

بقلم : أ. هبة مؤمنة.