سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية”

 بيئة العمل الصحية: إضاءة مناسبة، تهوية مستمرة، عازل صوت، أثاث مريح ، …. ، ……..، ……. !  هل ستضاف الرعاية والأمومة ضمن متطلبات البيئة الجاذبة للعمل، أم تلك متطلبات خاصة بالمرأة؟

 

إندفعت المرأة بكل حماس إلى الساحة العملية متيقنة بأنها ستتمكن من مواجهة الموقف وتحمل الصعاب لتقف صفا بصف مع الرجل وتتمتع بذات المزايا. اليوم أصبحت المرأة تمارس العمل في بيئة عمل تم بناؤها منذ القدم في وجود طرف واحد …… وهو الرجل!!! إن الأمر أشبه بإنتعال حذاء رجل على وجه السرعة بهدف تدارك الوقت واللحاق بالركب على أن يتم البحث عن حذاء مناسب في وقت ما خلال تلك الرحلة إلا أن أعباء الرحلة لن تسمح بالبحث عن حذاء مناسب كما أن الركب سيستمر بالمضي قدما وستظل المرأة تنتعل ذلك الحذاء وتناضل من أجل المحافظة على التوازن ومتابعة السير بسرعة توازي سرعة الركب…… هل يتطلب الأمر إنسحاب المرأة من تلك القافلة والسعي الجاد في البحث عن حذاء مناسب قبل الإنضمام الى الركب من جديد؟ أم سيلتفت الركب إلى ذلك الفرد المتهالك ويساهم في توفير بيئة العمل المناسبة له، إنطلاقا من إدراك المجتمع لأهمية مساهمة المرأة في الساحة العملية؟

عمل المرأة أصبح إضافة إجتماعية يصعب التنازل عنها، إلا أن دور المرأة في الأمومة والرعاية يتعذر إستبداله وبحسب نظرية وجهي العملة الواحد لن تتمكن المرأة الأم من إستخدام وجهي العملة في آن واحد إلا في حال إبتكرت عملة بوجهين متجاورين لا متظاهرين!!! وحيث أثبتت معادلة المساواة بين الرجل والمرأة في العمل فشلها، كان لا بد من إيجاد حل جذري وسريع. المجتمعات الغربية تسابقت في طرح البدائل الكفيلة بمعالجة الخلل في معادلة التساوي وكان من ذلك: ساعات العمل المرنة، العمل الجزئي، توفير حضانات للأطفال في مقر العمل، مرونة في الاجازات للأمهات، وخلافه. وقد نجحت بعض تلك السياسات في معالجة بعض العقبات وتسهيل واقع الأم العاملة إلا أن المزايا التي سعت المرأة جاهدة للحصول عليها تناقصت كنتيجة للوضع الإستثنائي للأم العاملة……فهل كانت مطالبات وجهود المرأة شعارات وأوهام؟ هل خذل المجتمع المرأة بعد ما أثبتته من عزيمة وإصرار لإثبات الذات؟ أم لم يدرك حجم المساهمة النسائية في الساحة العملية وخطورة تلاشيها تدريجيا؟

 

 

 

د.عبير الراشد

استاذ الإدارة الصحية المساعد/ جامعة الملك سعود