عزوف الإداريين الصحيين عن إدراة المنشآت!!
بينما تصب مطالبات المجتمع الصحي اليوم نحو تمكين متخصصي الإدارة الصحية من ادارة المنشآت الصحية ، أصبح ملاحظاً عدم رغبة البعض منهم في قيادة المنشآت الصحية وعزوفهم عن هذه المهمة .
ذكر لي أحد الزملاء (أخصائي ادارة صحية) والذي أثق بقدرته القيادية قائلاً : “لا يوجد لدي الرغبة الحقيقة في قيادة المنشأة الصحية التي أعمل بها بالرغم من اتاحة الفرصه لي إلا أنني فضلت عدم خوض هذه التجربة، و عند رفضي لمنصب ادارة المستشفى عُرض على زملائي من متخصصي الإدارة الصحية أيضاً فكان موقفهم مماثلا ً “
في الحقيقة، لم يكن حديث زميلي جديداً بالنسبة لي فقد سمعت ذلك مراراً وتكرارا ولدي من المواقف و التجارب الكثير و التي عادة ما ينقلها لي زملاء التخصص لعلي أذكر البعض منها .
أحدهم يقول وهو (مدير مستشفى سابقاً) : تم اتاحة الفرصة لي كمدير للمستشفى الذي أعمل به ، وبالفعل تم تكليفي وبدأت العمل، لم تكن المهمة سهله في بداية الأمر ولم يكن المنصب محفزاً أيضاً، لكنني وبالرغم من كل هذا قررت مواصلة العمل، علاوة على ذلك فقد فقدت بعض امتيازاتي “المادية الاشرافية “عندما كنت في الادارة المتوسطة بعد تكليفي وخسرت بعض الصداقات وكسبت صداقات أخرى لم تستمر حتى انتهت عندما غادرت المنصب ! وفي فترة تكليفي حققت بعض النجاحات و فشلت في البعض الآخر كأي قائد لأي منظمة وفي نهاية المطاف أبلغني أحد موظفي المستشفى بقرار نهاية التكليف قبل أن أبلغ شخصياً بشكل رسميا ً !! لقد كانت تجربتي سيئة جداً بالعمل الاداري يقولها “بحسره ” ثم أنهى حديثه”
إن واقع ادارة المنشآت الصحية خاصة الحكومية منها ليس محفزاً للمختصين ، وبحاجه لإعادة الترتيب و التصميم لتتلائم تلك الادارة مع تغيرات البيئتين الداخلية والخارجية لمستشفياتنا اليوم ، غياب المحفز و تَغيُر الصورة النمطية لقيادة المنشآت الصحية من أكثر العوامل التي ينبغي التوقف عندها واعطائها الوقت للتغيير والتحسين ، وتجاهلها مؤشر خطير لحاله من الفوضى و العبث .
ليس من المنطق أن يحظى مدير المستشفى فقط بالامتيازات المعنوية التي تصاحبه حتى يغادر المنصب ويخسر في المقابل وقته وجهده بل وعلاقاته بزملائه ومن حوله ليعود بعد تجربة “قد يحكم عليها بسرعه” *كموظف عادي* محل سخرية الآخرين .
و عند بحثي للأسباب وتحليلي لها وعسى أن أكون وفقت في ذلك وصلت للتالي :
1- عدم وجود الحوافز المادية ” المرضية ” جعلت من منصب مدير المستشفى غير جاذب للمختصين فيما كان ذلك حافزاً للأطباء مثلاً للإبتعاد عن الممارسة الطبية الشاقة .
2- عدم اعطاء الثقة للمختصين ، جعل من منصب مدير المستشفى عثرة يخشى السقوط فيها أصحاب التخصص لكي لا يحكم على مهنيتهم بالفشل .
3- وجود بعض التجارب السابقة ” الغير مرضية ” صنعت حالة من الحذر و الخوف فيما لم يتم التعامل مع الحالات الأخرى “الناجحة” كما يجب ونقلها للآخرين من المتخصصين لتكون ملهمة لهم مستقبلاً .
4- تجاهل الاهتمام بالمختصين في الادارة الصحية ممن لا يشغلون مناصب قيادية حالياً ، وعدم اسناد مسؤوليات هامه لهم صعبت من تجهيز جيل مصقول بالخبرة قادر على تولي ادارة المنشآت الصحية مستقبلا.
5- الشعور بالرضى لدى بعض المختصين ساهم في ايقاف الطموح للتدرج في المناصب القيادية كون ذلك لن يضيف لهم الكثير في مستقبلهم الوظيفي .
وأخيراً تكمن أهمية الاهتمام في تخصص الإدارة الصحية في نوعية المنشآت الصحية “الحساسة” والتي لا بد أن تكون ادارتها تتوافق مع أهميتها بالنسبة للمجتمع كون أن المهمة صعبة وشاقة
لذا من الأولى أن يتم اعداد قادة تلك المنشآت على مستوى عالي من التحفيز و الدعم و المرونة لينعكس ذلك على أداء المنشآت الصحية بشكل عام .
شكراً لتلمسكم واقع التخصص. فعلاً، في ظل الفوضى الادارية التي تعيشها بعض المنظمات الصحية، يعزف المتخصصين الأكفاء عن إدارتها. في حين أن البعض نجح في هذا المنصب، لاسباب من ضمنها دعم القيادة له وتمكينه.
الحصول على فرصة الادارة للمستشفيات تحتاج الخروج اولا من دائرة التكليفات والتوصيات وتتحول الى التعيين ضمن شروط ومتطلبات معينة مثل اي وظيفة اخرى
عندنا انظمة المسابقات الوظيفية والترقيات وممكن نخترع نظام ملائم
حان للمستشفيات ان تخرج الى حوكمة توافق 2030 نريد مجلس ادارة للمستشفيات هي اكثر مؤسسة تحتاج الى ذلك حيث تتعدد خطوط التوظيف فيها بين كادر اداري وصحي وموظفي شركة وغيره