سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية”

البطالة ظاهرة غير صحية …….  إذاً عمل الفرد (رجل كان أو إمرأة) ظاهرة مجتمعية صحية فكيف ندعم تلك الظاهرة وننميها دون الإضرار بفئات باتت مهمَّشة في معظم المجتمعات.

لقد اعتدنا عند مناقشة ظروف وفرص العمل بغرض التطوير وتحسين الاوضاع للفئات المختلفة ان نصنف العاملين إلى فئتين وهما فئة الرجال وفئة السيدات ثم نقارن بينهما من حيث المزايا والمسؤوليات، كما اعتدنا أن نخلص إلى حجم تحديات وعقبات أكبر لدى فئة السيدات وغالبا ما يظل معضمها معلقاً دون معالجة! قد يكون السبب في ذلك هو تداخل المواضيع مما يعيق استعراض كل منها على حدة ومن ثم معالجتها بالاسلوب الأنسب، كما قد يكون السبب في هذا التداخل هو أساس التصنيف الخاطئ للعاملين…… يجب علينا الحذر من الخلط بين المعاني ومن ذلك التعميم على جميع السيدات بتحمل مسؤوليات مختلفة عن مسؤوليات الرجال.  

مقدمي الرعاية هم الأفراد الذين يشمل روتين حياتهم الشخصية رعاية ذويهم ممن يعتمدون على الغير في مزاولة الانشطة اليومية الروتينية وهم كبار السن، وذوي الإعاقات، والأطفال دون السن الخامسة. وإذا سعينا لإعتماد أساس أكثر دقة في تصنف العاملين لنتمكن من التعامل مع كل صنف بما يتناسب مع معطياته فقد يكون من الأنسب التصنيف إلى فئتين وهما فئة العاملين  (وتشمل الرجال والسيدات ممن لا يتضمن روتين حياتهم رعاية مباشرة لأفراد آخرين) و فئة مقدمي الرعاية العاملين (والغالبية هي من الأمهات). من خلال هذا التقسيم ستُطبق على مفردات الفئة الأولى ذات القوانين والأنظمة في حين تُخص الفئة الثانية بأنظمة كفيلة بتسهيل إزدواجية الدور المجتمعي لديهم، تلك الإزدواجية الناتجة من تزامن الدور الشخصي في الرعاية مع الدور الوظيفي في العمل.

إذا تم التركيز على مقدمي الرعاية وتمكنا من الوصول إلى قوانين عمل تضمن تمكينهم من ممارسة إزدواجية الدور بتوازن نكون قد ضمنا مساهمة نسبة كبيرة من افراد المجتمع في الساحة العملية وبالتالي تحقيق التنمية كما نكون قد حافظنا على دور الفرد في رعاية ذويه عند الحاجة دون اللجوء للاعتماد على الخادمة مثلا في تأدية دور الرعاية للطفل أو كبير السن وبالتالي حافظنا على تماسك الأسرة……كما نضمن وعلى وجه الخصوص حياة كريمة لمقدم الرعاية ذاته، وهو برأيي من أهم الفئات المغفلة في المجتمع.    

د.عبير الراشد

استاذ الإدارة الصحية المساعد/ جامعة الملك سعود