التجربة السنغافورية
للأسف الشديد هنالك اختلاط في المفاهيم لدى البعض وذلك الاختلاط وعدم اتضاح الرؤية لدى الكثير من افراد المجتمع ربما يؤدي الى تفاقم الحالات وازديادها .
واخشى ما اخشاه ان يتكرر لدينا سيناريو التجربة السنغافورية في التعامل مع جائحة كورونا .
واختلاط المفاهيم هذا اقصد به تصور الكثير ان الجائحة Covid 19اصبحت غير موجودة وهذا تصور خاطئ .
مع ان الجميع يعلم ان التباعد الاجتماعي وتجنب الازدحام وعدم الذهاب الى التجمعات والاماكن ذات الكثافة البشرية والحرص على استخدام الاحتياطات الطبية اللازمة هو الحل الوحيد لتقليل وتجنب مخاطر العدوى.
وهذا ما جعل حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة تبقي بعض الحظر على العاصمة المقدسة حيث الكثافة السكانية هي الاعلى اضافة الى عدد الاصابات اذا اخذنا بالحسبان جدة والطايف بذلك تصبح منطقة مكة المكرمة هي الاعلى من حيث عدد الاصابات والكثافة السكانية..
ولكن الإشكالية في المخالطة والازدحام التي ظهرت مع اول يوم في تنفيذ خطة التخفيف من الحظر التدريجي .
الزحام الكبير وعدم المبالاة وذلك حدث للأسف ربما ان الكثير يتصور الجائحة غادرت والبعض يكرر عبارة عادت الحياة الطبيعية وهذا تصور غير صحيح اطلاقا ولا يمثل الواقع وما زال الفيروس متواجد في كل أنحاء المملكة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وفي كل مناطق المملكة دون استثناء وهذا الانتشار يجعل الفرصة لعودة الجائحة بصورة اشد فتكا مازالت قائمة.
تخيلوا سنغافورة التي عدد سكانها لا يتجاوز خمسة مليون عدد الإصابات فيها يفوق 37 الف وذلك اتى في الموجة الثانية للفيروس حيث انه في الموجة الاولى لم يتجاوز 1600 حالة وكان ذلك منذ ظهور الوباء في سنغافورة اي خلال 75 يوم بل ان الكثير من الدول العظمى كانت ترى في سنغافورة نموذجا للاجراءات الصارمة في مواجهة كورونا والسيطرة عليها ..
ثم ماذا حدث ؟!
ثم كانت الكارثة الكبرى في خلال اقل من شهر بعد فك الحظر قفزت الحالات الى 33 الف ..
واصبحت سنغافورة في حالة استنفار وحظر كامل ..
وحقيقة كلنا أمل وثقة بالله عزوجل ثم ثقة في وعي وادراك المجتمع لخطورة الوضع
ورجاءنا التقيد بالاحتياطات الطبية اللازمة والالتزام التام بالتباعد الاجتماعي والاستمرار في اخذ تدابير الحيطة وتوخي الحذر حتى تزول هذه الجائحة بعون الله عزوجل.
د/علي الشعواني ،،