[ يا مدير .. كن أديب ]
قد يحلم البعض دومًا في أن يصبح مديرًا يرأس القسم والموظفين ولا يبقى مجرد موظف عادي؛ ولكن هذا الحلم مبتور، فالصورة قد لا تكون كاملة في أذهانهم.
أن تكون مديرًا يعني أن تعي تمامًا أن مشاعرك يجب أن تكون بمنأى عن قراراتك في العمل، وأن الاحترافية لا مكان لها بشكل فعلي إن أخذت العواطف تلعب دورًا في تعاملك بشكل طاغٍ.
أن تكون مديرًا يعني ألا تسمح للتملق الوظيفي أن يجد مكانًا في قسمك/منشأتك، وألا تشبع رغبتك في المديح الكاذب على حساب التغاضي عن أخطاء من يمارسونه دون غيرهم.
أن تكون مديرًا يعني أن تُبقي نفسك بمنأى عن نقل الكلام والحديث عن موظفين أمام غيرهم، وأن تعامل الجميع بحيادية.
أن تكون مديرًا يعني أن تقدّر الظروف -إن وجدت- بما يمليه عليك النظام، دون منّة أو ابتزاز أو تكبّر، فأنت تحتاج الموظف كما يحتاج هو وظيفته.
أن تكون مديرًا يعني أن تكون ترقياتك مبنية على جهد وتأثير الموظف وليس نفاقه وهداياه لك، وألا تختار زيادة راتب موظف بشكل استثنائي دون وجه حق سوى علاقتك الشخصية معه في حين أنك لا تدفع لغيره ما يستحق.
أن تكون مديرًا يعني ألا تعامل شركتك كـ “مجلس أو ديوانية”، فتأخذ بتأليف الكلام والقيل والقال ولعب دور المظلوم إذا استقال الموظف.
أن تكون مديرًا يعني أن تفكر قليلًا بأنّ الخطأ قد لا يكون من موظفيك خاصةً إذا تكررت نفس المشكلة مع موظفين كثر وغادروا المكان بسبب سوء خلقك.
أن تكون مديرًا يعني أن تتيقّن بأن الخطأ وارد وأنك قد تخطأ فعلًا وليس من المعيب أن تعتذر وتصحح خطأك.
أن تكون مديرًا يعني أن تعامل موظفيك كبشر يشعرون ويجتهدون ويخطئون، لا كتوابع تأمرهم وتنهيهم وتؤذيهم بمزاجيتك.
أن تكون مديرًا يعني أن تكون قول وفعل، وألا يكون كلامك مغايرًا لتصرفاتك، وأن تكسب احترام الموظفين بتعاملك الحسن وليس بالقوة الجبرية.
أن تكون مديرًا يعني أن تعلم بأنّ الرزق بيد الله وأن الموظفين ليسوا سواسية في تحمل سوء التعامل مقابل الراتب.
أن تكون مديرًا يعني أن تضع نصب عينيك أن الموظف قد يغادر المنشأة بسبب المدير السيء وقد يستمر ويعطي أكثر بسبب المدير الجيد.
أن تكون مديرًا يعني أن تعرف بأن جملة “أستطيع العمل تحت الضغط” لا تعني “أستطيع العمل مع قلة الأدب ودناءة الخُلُق”.
أن تكون مديرًا يعني أن تثق تمام الثقة أنك مسؤول أمام الله على كل صغيرة وكبيرة حسنة كانت أم سيئة وأنك ستُجزى في الدنيا قبل الآخرة على كل تأثير نفسي أو مادي أثرت به على غيرك بالسلب أو الإيجاب.
وأخيرًا .. عندما تحلم بأي منصب اقرأ جيدًا مسؤولياته قبل حقوقه والتزم بأخلاقيات العمل، واحرص على تأدية واجباتك حتى تستحق مميزاتك.
فعلا مقال يمس يلمس قلوب الكثير من الموظفين اللذين اضطهدوا في وظائفهم بسبب عنجهية مدير او من يظن نفسه مدير حقيقي وهو غير مدرك للخطأ الفادح الذي تركه كأثر في نفوس اناس لا ذنب لهم سوى انه لم يفهم مسؤوليات موقعه الوظيفي كما يجب ان تكون اشكر الكاتبة على مقال عسى ان يكون يوما وازعا ورادعا لشخص ممكن ان يكون يوما ما مديرا