شعور الفخر والاعتزاز الذي عشناه ليلة الحديث الملهم في اللقاء الإستثنائي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان والذي كان خلفه كاريزما قيادية مؤثرة جدا تتصف بالشفافية والوضوح ولغتها الأرقام والحقائق.
تابعنا بكل إهتمام ما تم استعراضه في اللقاء منذ بداية الرؤية كفكرة وإلى انطلاقها والوصول للعديد من الإنجازات التي تم تحقيقها.
كان اللقاء مليء بالدروس في علوم القيادة والتخطيط والجودة والإقتصاد ، وغيرها من المجالات المهمة ، وتحدث بثقة عن شتى القطاعات عن الإسكان والنفط والسياحة وعن الإستثمار والتعليم والصحة وغيرها وعن ما حققه من أهداف فيها .
الجودة كانت حاضرة بعمق في حديثه، بل كانت ممارسة انعكست في اختياره لمدخلات الرؤية وكذلك في إجراءات وعمليات التنفيذ وفي مخرجاتها التي تحدث عنها بالأرقام، و كان لتطبيق الجودة أثر كبير في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
وفي قراءة بسيطة ومتواضعة لحديثه عن بعض منجزات الرؤية التي تم عرضها في اللقاء وتحليلها بعين الجودة ووضعها تحت مظلتها إليكم أهم المبادئ والمفاهيم والأبعاد التي تم استنتاجها من اللقاء:

مركز الدولة والعمل كمنظومة واحدة (TOTAL QUALITY MANAGEMENT)
في حديثه عن ما قبل إنطلاق الرؤية وبداياتها ذكر أن الوزارات في السابق كانت تعمل بشكل مستقل وهذا ما كان يؤثر على الإنتاجية وإنجاز المهام.
مع بدايات العمل على الرؤية ،تم إنشاء مركز الدولة للتنسيق بين الوزارات ويتم العمل بشكل مؤسسي و العمل مع بعض في تسريع الإنجاز والتغلب على التحديات ، وكانت قفزة في العمل الإداري بالمملكة وهو ما يعرف في الجودة التحول للجودة الشاملة ((TQM
انبثاق الرؤية والتخطيط الاستراتيجي . (STRATEGIC PLAN)
كانت قوة الرؤية في قوة التخطيط ومعرفة نقاط القوة والفرص التي تملكها المملكة في سبيل تحقيق الأهداف. وكان حديثه عن التخطيط، في صنع الرؤية أولا، ثم وضع المستهدفات التي ستحققها ،ثم ندرس ما لدينا من قدرات وثروات وكذلك الفرص التي ستترجم الاستراتيجيات على أرض الواقع.
نحدد بعد ذلك الأولويات وتخفض التكاليف حتى تصل للموارد المناسبة للسنوات القادمة.
-التزام القيادة وكفاءة العاملين. (Leadership commitment)
في حديثه عن القادة تم تصنيف أهم ٢٠ قيادي في كل وزارة وكان ٩٠%منهم في النطاق الأحمر من حيث التأهيل والكفاءة والقدرات، و يستطرد عملنا على تحويل القادة من النطاق الأحمر للنطاق الأخضر .
ثم يؤكد انه رغم أهمية الكفاءة والقدرة وغيرها من المتطلبات الأساسية ،ولكن أهم شيء لابد أن يكون لدى المسؤول هو الشغف ،إذا كان هناك مسؤول يعمل بدون شغف من الصعب جدا أن ينجز أهداف وتطلعات كبيرة.

-استغلال موارد الدولة. (UTILIZATION RESOURCES)
لا نريد الإستغناء عن النفط ولكن نستخدم كل مواردنا في التنمية، فالإستمرار بالإعتماد الكلي على النفط لم يكن مناسبا، وهناك فرص ضخمة في السعودية خارج القطاع النفطي.
– الإلحاح والحاجة للتغيير. (CHANGE MANAGEMENT)
مفتاح أي عملية تغيير هو شمول كل الأفراد في خطوات التغيير، وهذا ما كان يعنيه في حديثه عن المواطن السعودي، بدون المواطن السعودي لن نستطيع تحقيق أي شيء، إذا لم يكن مقتنع وجاهز للتغيير بلا شك ستكون الرؤية حبر على ورق.
– التنوع في الفرص ومواجهة التحديات. ((OPPORTUNITIES TO IMPROVE
تم عمل الرؤية من أجل استغلال الفرص وإزالة التحديات والاستمرار في النمو.
لم يتحدث عن ما كانت تعاني منه بعض القطاعات كمشاكل او معوقات بل اعتبرها فرص للتحسين.

– مجلس المخاطر الوطنية وخطوات استباقية. (RISK MANAGEMENT)
قرار الغاء مجلس الدفاع المدني والتوجيه لوزارة الداخلية لإنشاء مجلس مخاطر، ويكون من أهم مهامه إجراء تقويم شامل للمخاطر الوطنية ورفع مستوى الجاهزية ضد المخاطر ووضع الحلول لها قبل حدوثها .
الرؤية كانت ضرورية لحاضر ومستقبل الوطن .
– وضع إطار زمني للمستهدفات ((TIMELINE
نقترب من تحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠ قبل الوقت المحدد لها.
– الاستمرارية في التخطيط والإنجاز (Continuity)
في سؤال كنا جميعا ننتظره ، ماذا بعد ٢٠٣٠ ؟؟
يجيب ولي العهد بعدها ٢٠٤٠
ويوجه رسالته للمواطنين بالاستمرار في تحقيق الإنجازات ومن ازدهار لازدهار أعظم.
المملكة وطن واحد (EQUITABLE)
سواء أنا من الرياض أو جدة أو قادم من تبوك أوجيزان أو الشرقية ،هذا كله وطننا وحيث توجد الفرصة سيتم التركيز عليها
أخيرا..
– المصداقية والشفافية في الحوار كانت أعظم ما لامس وجدان كل مواطن سعودي وجعلت الجميع يبتسم بطمأنينة وهدوء
– وقيمة المواطن التي عبر عنها ولي العهد أنها أعظم ما تملكه المملكة للنجاح وترجمة الرؤية على أرض الواقع هي ما سينقل الرؤية الى الأفضل دائمًا.
– قصص النجاح دائما ما تبدأ برؤية وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة (محمد بن سلمان).

أ/عبدالله زكري .

ماجستير ادارة مستشفيات .