الازدواجية أُسلوب حياة !
الازدواجية أُسلوب حياة !
الشيء الذي لم استطع التوصّل الى تفسيرٍ مقنع له حتّى الآن هو “الإزدواجية”
بادئ ذي بدء سأوضح مفهومي للازدواجية كأسلوب حياة لا حالة مرضيه وهو في وجهة نظري أن يجمع الشخص بين شخصيتين أو أكثر من شخصية متضادّة والمبالغة في انتحال كلاً منها ، ولا يُعدّ هذا تفسيراً علمياً يُمكن الإعتماد عليه في أماكن تتجاوز حدود سطوري القادمة.
ما يصعّب الأمر في هذه المسألة هوَ عدم وجود المبرر المقنع لدفع بعض الأشخاص لها أي عدم وجود مرض نفسي أو قوّة جبرية بل يتبع صاحبها هذا السلوك بمحض إرادته .
لماذا قد تضطر الى الظهور بمظهر المتديّن المتزمّت وفيك شُركاءٌ متشاكسون!
ما السبب الذي يجعلك تحيد من اليمين للشمال تارة ومن الشمال لليمين تارّة أخرى لتحظى بالإعجاب من أصحاب الجهتين؟
إنه لمُرهقٍ أن تتلوّن كالحرباء لتتخفّى في هيئات مختلفة لأجل ما قد يقوله الناس !
حسناً كُن أنت باعتدال ، لا تُظهر عيوبك “إذا ابتُليتم فاستتروا” وجاهد في تغييرها ، لا أن تتنصّل منها بمهاجمة أشباه “ذاتك الحقيقية” عدا في أنهم لا يُجيدون التورية كما تفعل أنت!
صدقني لا جدوى من ذلك كما أنّه لن يجعلك هذا السلوك انساناً آخر .. بل مجرّد وجهاً آخر منك!
مُرهق جداً أن تطلّ حتى على العالم الافتراضي بشخصيتين .. إحداهما من نور ذات رسالة سامية تحمل اسمك والأُخرى من نار لها أهدافٌ شخصية تخدم رغباتك ،تحمل اسماً لا يُشبه اسمك وكأنها حين تنتمي لأب غير شرعيّ لن تجلب لك العار والخزي من ذاتك!
مُحزنٌ جداً أن تنقسم لأجل الآخرين فتضل تصقل نصف ذاتك وتلمعها لهم لتمارس نصفها الآخر بأمان في العتمة .
والأشد سوءاً من هذا وذاك يكمن في أن يكون الجزء الذي تضطر الى اخفاءه دائماً هوَ أنت في الحقيقه !
مؤسف أن تضلّ دائما متخفيّاً في عباءة الدين ، الخُلق ، العادات والتقاليد في حضرة المجتمع وتتعرى منها كلها بلا استثناء في خُلوتك
في الحقيقة أن تتعامل مع شخص لديه مبادئ وقناعات ثابتة حتى وإن كانت-غير صحيحة -أفضل بكثير من أن تتعامل مع شخص يتصرف على أساس هشّ كـ “مزاجه ، رضا الناس ، رغباته…”
أخيراً .. أن تتخذ من الازدواجية أُسلوب حياة هي مسألة وقت فقط قبل أن يفصل الآخرون بين ما تظهره وما تسعى في اخفاءه وذلك لسبب بسيط جداً ألا وهو “الناس ليسوا أغبياء” إن حسُنَت ظنونهم ،فـ أنت لا تستطيع منع عفن الخبز من الانتشار حين تحبسه في حافظة جميلة !
ويبقى السؤال لماذا قد نأخذ من الازدواجية أُسلوب حياة ؟
نجود الزهراني
Dr_noonaa
غالباً ما ينشط هذا الاعتلال النفسي والفكري تحت ظلال المجتمعات التي يغلب على نسقها القمع والتهميش لمن يختلف عن فكرها او عن عرفها السائد لتعمق التناقض بالفرد وتهمش لغة العقل والمنطق مما يسهل دخوله في فصامٍ إجتماعي لا يكتشف الا من خلال المواقف المصيرية تجاه قضايا الفرد ومصالح المجتمع .. دام حرفك عالياً يالنجود ..