اهتم الشرع الحنيف بصحة وسلامة الإنسان، ففرض الطهارة والاغتسال والتخلص من كل ما يؤذي البدن، وحرّم كل ما يضر صحة الإنسان من مأكل ومشرب، كل ذلك من أجل قوة وصحة البدن، ولا شك أن ممارسة الرياضة والأنشطة ذات القيمة العالية في إكساب جسم الإنسان اللياقة البدنية والمهارة والصحة والترويح المباح من أهم العوامل التي تكسب الإنسان القوة والنشاط، والتي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على ممارسة الرياضة، ففي صحيح مسلم عن عقبة رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، وكررها ثلاث مرات)، وهكذا فسر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المقصود بالقوة سواء في حديثه (المؤمن القوي) أو في الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، وتعتبر الرياضة بشتى اشكالها من الممارسات المهمّة في حياة الانسان فلابد من ممارسة الرياضة برغبتنا قبل ان تكون بأمر من الطبيب لكي يتم المحافظة على اللياقة البدنية العالية والشكل اللائق للجسم، ولوحظ في الآونة الأخيرة اهتمام الكثير من الرجال والنساء الصغار منهم والكبار، ممارسة الرياضة بشتى اشكالها، مثل كمال الاجسام، رفع الأثقال، الجري، المشي، السباحة، كرة القدم، العاب الدفاع النفس… إلخ، وتكمن أهميتها في اكتساب الثقة بالنفس ووقاية الإنسان من الامراض بعد الله عز وجل والتخلص من الطاقة السلبية والتوتر والقلق والحصول على معدل لياقة عالية مما يساعد على التركيز ومضاعفة القدرات الذهنية وطرد السموم والاملاح الزائدة من الجسم عن طريق التعرق اثناء ممارسة الرياضة وتحسين الدورة الدموية لدى الانسان وتساعد على عدم ارتفاع ضغط الدم وتحسين مستوى السكر بالدم بسبب كثرة حرق السعرات الحرارية وتقوية عضلات ومفاصل الجسم بشكل عام وعضلات القلب بشكل خاص، وتقي بإذن الله تعالى من اعراض القلون واضطرابات الجهاز الهضمي وتنشط الجاهز المناعي ووظائف الكبد، فتحمي من زيادة الوزن وارتفاع انزيمات الكبد التي قد سبب دهون الكبد بسبب البعد عن ممارسة الرياضة، هذا فضلا على استغلال أوقات الفراغ وتحسين مظهر الجسم، مع الأخذ في الاعتبار المشورة الطبية لمن يعاني من مشاكل صحية، ولا ننسى العقل السليم في الجسم السليم، اسأل الله لنا ولكم وللجميع دوام الصحة والعافية.

مشاري بن صبحي الجبالي