بالتمعن في الهدف من سعي المؤسسات الصحية والمنظمات العلاجية إلى تحسين خدماتها وإخضاعها لمتطلبات الجودة فإن المحصلة النهائية هي: تقديم الخدمة الصحية للمستفيد “المريض” والذي يجب أن يكون جزءاً وركناً أساسياً في عجلة الجودة ولا تكون العملية بمنأى عنه. إلا أن ما يحصل في بعض المنشآت الصحية هو تغييب دور العميل في عجلة الجودة، وبدوره العميل لا يتعاون في هذا المجال ويريد الحصول على الخدمة وفق منظوره الخاص وأحياناً الضيق. حتى لو كان هناك إخلال بالجودة أو ربما لا يحافظ على الموارد أو يسيء استخدامها أو يعرقل تقديم الخدمات له أو لغيره، أو تكون ممارسات طالب الخدمة الصحية ذات طابع هدّام وتعاكس مبادئ الجودة والأنظمة الصحية، مثل إخلال المراجع بنظام مكافحة العدوى أو مخالفته للإجراءات الاحترازية داخل وخارج المنشأة. مما يكون له تأثير سلبي على سير العمل الصحي ويؤدي إلى إرهاق النظام الصحي وربما انهياره. لذلك فإن وعي المريض أو مستفيد الخدمة الصحية بأنه شريك في المنظومة الصحية وأنها جُعلت لأجله يجعل سلوكه مختلف وتصرفاته أكثر مسئولية. فأي سلوك غير سليم في حياة الإنسان يهدد صحته ويجعله عرضة للمرض وبالتالي يكون في حاجة إلى رعاية صحية. لذا فإن الاهتمام بجودة الحياة أمر بالغ الأهمية لتحسين حياة الإنسان ووقايته من الأمراض وخاصة المزمنة التي تجعله في احتياج دائم للخدمات الصحية ويرفع تكلفة تلك الخدمة. فتحسين جودة حياة الإنسان من المساعي الجيدة التي يكون انعكاسها ممتازاً عليه وعلى ما حوله من المجتمع ومؤسسات الخدمات المختلفة. لذلك فإن الجودة كلما اتسعت هالتها حول الفرد كانت حياته أفضل. 

إبراهيم الأكلبي.