أحد أجمل القوانين الكونية هو قانون الوفرة. يؤمن قانون الوفرة بوفرة الفرص والأشياء في هذه الحياة وأن الجميع لديهم عدد لامحدود من الفرص في هذا الكون. وعقلية الوفرة هي عقلية سامية تؤمن بأن العالم فيه ما يكفي للجميع وأن الجميع لديهم الفرص الانهائية لتحقيق أهدافهم وأحلامهم. ومن الجميل أيضاً في قانون الوفرة أنه يتماشى مع ديننا الحنيف في التعامل مع الغير فالمؤمن بقانون الوفرة يسمو بنفسه فلا يحسد ولا يغضب من تفوق زميله أو صديقه لأنه مؤمن أن الكون الامحدود سيوفر الفرص الثمينة له كما وفرها لصديقه بإذن الله. فالمؤمن بقانون الوفرة لا يعرف الحسد ولا الحقد بل ينظر للسماء عالياً ويجعل طموحه في عنانها.

قانون الوفرة هو عكس قانون الندرة الذي يعتقد بمحدودية الأشياء والفرص في الكون. فصاحب عقلية الندرة يتخيل أن الفرص نادرة جداً فيحسد ويغضب إذا تفوق عليه زميله. ويتنافس بغضب مع الكل ولا يؤمن في قرارة نفسه بكرم الله وبتوفر الفرص. وهذا من الإعتراض على أقدار الله وضيق الأفق، فنظرُه لا يتجاوز أرنبة أنفه.

ولأن العمل في القطاع الصحي “كمؤسسات خدمية تقدم الرعاية الصحية” يتطلب العمل الجماعي، فمن المحبذ أن يكون الموظفين مؤمنون بعقلية الوفرة ليبذلوا جهدهم بسخاء ويتعايشوا مع زملائهم بسلام في كل وقت وحين. كما تساعد عقلية الوفرة على التخطيط الاستراتيجي والإنتاج وحب العمل.

من الجميل أن نتعامل مع زملائنا وأخواننا ومع الجميع بهذا القانون السامي. فتمنى الخير لغيرك كما تتمناه لنفسك فيد الله سحّاءٌ يبسطها في الليل والنهار، والكون مليءُ بالخيرات، والفرص كثيرة ولله الحمد. وتذكر دائما وأبدا أن القمة تتسع للجميع.

د.حنين المحمود

دكتوراة في إدارة وسياسة الخدمات الصحية.