لقد قيل من قبل ” إذا لم توثقه فأنت لم تفعله” ما أصدقه من قول ، التوثيق من أهم الأعمال التي يجب أن يقوم بها الإنسان(الموظف – الطالب). فبدونه ستضيع الأفكار وتختفي الإنجازات ، عهد الإنسان منذ قديم الزمان على توثيق حاضره الذي بات تاريخاً محفوظاً الآن نتعلمه ونحتفي به أجيال بعد أجيال ، فالفراعنة منذ آلاف السنين ان لم يوثقوا إنجازاتهم ماعرفناها الآن ، وابن سيناء إن لم يكتب مخطوطاته ما تطور الطب ولا ازدهر، وعلماء الفيزياء والكيمياء القدامى بدون توثيق أعمالهم ما تطور العلم الحاضر ، وأهم من ذلك كله , فكره الصحابة الكرام في حفظ القرآن الكريم بكتابته وتجميعه الذي يعتبر أعظم وأهم تدوين في التاريخ. وحتى الأفكار يجب تدوينها حتى لا تضيع , فقد قيل إنك ان لم تكتب فكرتك فغالبا ستنساها.
هذه دروس مهمه لنا كموظفين وكطلاب ، يجب علينا توثيق مهامنا وانجازاتنا بشكل دائم ، فكما نقسم وقتنا للتخطيط وللإنجاز يجب كذلك أن نترك متسعاً من الوقت لتدوين هذا الانجاز ، فالإتصالات الهاتفيه اليومية في العمل يمكن استبدالها بالايميلات الرسمية ، فبذلك تحفظ حقوقك وتثبت إنجازك.
الكادر الطبي على وجه الخصوص يجب عليه تدوين كل شئ له علاقة بالمريض بشكل واضح ، فبذلك سيسهل عليهم متابعة وضع المريض بناءاً على بيانات واضحة وصحيحة . وحتى في أسوأ الظروف ، لا قدر الله عند وقوع خطأ طبي فمن الممكن التوثيق يكون الخلاص الوحيد لهم من القضاء.
اتجهت ورش العمل حاليا الى اهمية التوثيق الطبي (السريري) لبيانات المرضى وتاريخهم المرضي مروراً إلى تدوين أبرز مؤشرات الأداء ، اعتقد أن هذا التوجه بحد ذاته يمكن أن يكون منهجاً يدرس! فمن المهم جداً توثيق البيانات بشكل صحيح يسهل الرجوع إليه وقت الحاجة. أهمية التوثيق الطبي عديدة، ولكن أهمها تسهيل الإتصال بين مقدمي الرعاية الصحية من الأطباء والممرضين والصيادلة وغيرهم، وتساعد المسئولين على اتخاذ قرارات حاسمة مبنية على الأرقام والبيانات ، وادارة سجلات عدد كبير من المرضى بفعالية وكفاءة . وأيضا من أهمية التوثيق أنه يعتبر من الوسائل المستخدمة للمرمزين الطبيين وموظفين الفوترة.
فالنحرص على التوثيق السليم لحفظ انجازاتنا وحقوقنا في سائر أمور حياتنا ، ولنطور من مهاراتنا في هذا المجال المهم لكي يسهل علينا حفظ البايانات واسترجاعها والوصول إليها وقت الحاجة.

د. حنين المحمود
إدارة وسياسة الخدمات الصحية.