مدراء المستشفيات ،، مستعدون للتحول؟
بقلم/ علي بن عبدالرحمن ال طراد
تواجه المستشفيات العديد من التحديات في المملكة على ضوء مبادرات و مستهدفات التحول الوطني وإصلاحات نظام الرعاية الصحية فهي تحتاج الى أن تكون أكثر إستجابة لتتوافق مع الإحتياجات والتغيرات الحالية لتستمر المستشفيات في تقديم رعاية فعالة وعالية الجودة.
يسعى أغلب مدراء المستشفيات للوصول الى نقلة نوعية في جودة وكفاءة وسلامة الخدمات الصحية ومما لا شك فيه ان هذا الامر يتطلب تجويد العمليات السريرية المعنية في العلاج والتركيز على الجانب الإداري وتطوير ه ليتوافق مع رؤية مملكتنا الغالية.
إن دور المستشفيات في عملية التحول في الرعاية الصحية يعتمد على وجود قادة ذوي خبرة إدارية وقادرة على الإبتكار وفهم لنظام الرعاية الصحية في المملكة لتبني نهجاً جديد في النموذج المستقبلي وزيادة كفاءة وفاعلية المستشفيات
ولتحقيق ذلك لابد أن يكون الهم للوصول لهذا الهدف نابع من راس الهرم ابتداءً من مدير المنشأة مروراً بكامل فريق العمل بالمنظومه وهناك صفات ومؤهلات ومهارات لابد ان يتحلى ويتصف بها قادة المنشأت الصحية ومقدمي الخدمه.
ففي قطاع المستشفيات أصبحت المطالب الملقاة على عاتق القادة أكثر تعقيدًا ، وأصبحت الحاجة إلى القيادة والمهارات الإدارية واضحة بشكل متزايد لتحسين الأداء والنتائج. ففي دراسة لماينون وشركاه (2005) حول مقارنة لخصائص المستشفيات عالية الأداء ومنخفضة الأداء وجد أن يمكن تجميع النقاط الرئيسية للاختلاف تحت أربعة عناوين رئيسية: القيادة والمعرفة الإدارية ،نظم المعلومات الرقمية ، سياسات الموارد البشرية والعلاقات والتعاون مع أصحاب المصلحة والمؤسسات داخل النظام الصحي. حيث أكد البحث على وجود علاقة قوية بين قيادة المستشفى وأداء المستشفى.
وكما ان الصفات التي تشكل القائد الفعال أكثر أهمية خلال فترات التحول والتغيير فقد ذكرت دراسة لمجلس مسائلة الممارسات الطبية في 2015 لدور القيادة في التحول والتي خلصت الى أن من أهم الصفات للقادة في المنشأه الصحية هي الذكاء العاطفي ، و المهارات المالية ، ومهارات إدارة التغيير والشجاعة الكافية لبدء المحادثات الهامة والمبادرات. كما يجب أن يستمع القادة ، ويظهرون السلوكيات المهمة في تعزيز التحول المؤسسي (ساكس ومارجوليز 2015).
وفي اعتقادي انه يجب أن يوفق مدراء منظمات الرعاية الصحية بالجمع بين الخبرة في الأعمال والإدارة وفهم نظام الرعاية الصحية لزيادة كل من الكفاءة والفعالية وتعزيز مبادئ الابتكار والإصلاح والمشاركة وتحقيق النتائج التي لا يمكن إلا للمميزين في الإدارة تقديمها وقبل تعيين اي مدير لإدارة منظمة صحية فقد لخصت أهم نتائج دارسة لبحث قد أجريته مسبقاً على عدد من المستشفيات في عدد من المناطق والمحافظات تهدف الى مدى علاقة اداء المستشفيات بمؤهلات قادتها وكان من بعض توصيتها ونتائجها مايلي:
•حاجة الممارسيين الصحيين (من غير متخصصي الادارة الصحية ) الى التأهيل الإداري قبل التعيين في إدارة المستشفيات حيث أن الخبرة الإدارية وتطوير المهارات الإدارية من أهم عوامل النجاح لمدراء المستشفيات حسب آراء المشاركين.
•هناك علاقة بين مؤهلات مدراء المستشفيات والأداء العامة للمستشفى, لذلك إن عملية تطوير وتنمية مؤهلات وكفاءات مدراء المستشفيات سوف تسهم في تحسين أداء الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية و الخاصة.
•وضع إطار للكفاءات الإدارية لمديري المستشفيات و إعادة تحديد الكفاءات الأساسية لمديري الرعاية الصحية في ضوء التحول الصحي ومدى توافقه مع نموذج الرعاية الصحية المستقبلي في المملكة.
•أهمية تدعيم المؤهل والخبره بمهارات التواصل والمهارات الناعمه والابداع الاداري والابتكار في الحلول الاداريه وإستدامتها.
•إجراء دراسة موسعة للوقوف على الصعوبات و التحديات التي تواجه مدراء المستشفيات, ومتطلبات تنمية المهارات والكفاءات الإدارية لديهم لتطويرها.