من سمات الإدارة الرشيدة للأنظمة الصحية إثبات فعاليتها وكفاءتها وجودتها للمستفيدين والمجتمع والممولين من خلال تطبيق معايير الاعتماد. كما أنه يشهد يوم التاسع من يونيو من كُل عام ليوافق اليوم العالمي للاعتماد وقد استند هذا العام 2022 بموضوع الاستدامة، وهذا يدفعنا لمعرفة متعمقة بجودة شهادات الاعتماد التي يجب ألا تكون مجرد ورقة ليتم زخرفتها والاحتفال بها ومن ثم العودة الى الأسلوب القديم، وإنما هي أسلوب يتبعه الكيان وطريقة عمل تجعل جميع الأطراف والعاملين فاعلين. وبذلك تصبح جودة الاعتماد ليست أوراق وتطبيق جزئي للمعايير، وإنما شغف لجميع العاملين ليصبح بذلك قضية يؤمنون بها فلا يرضيهم مجرد مطابقة الشروط والمتطلبات المطلوبة، وإنما يحاولون دائمًا التفوق على معايير الاعتماد والعمل دائمًا على الحفاظ على مستويات عالية من الجودة والأمان في جميع الخدمات. فعندها فقط تتحول شهادات الاعتماد إلى ضمان فعلي بالتميز. لذا يتبادر سؤال مهم لكل من يطمح بتحقيق أحد شهادات الاعتماد سواء منشأة طبية، أو قطاع صناعي، أو خلافه هل تستحق شهادات الاعتماد كل تلك المصاريف لتحقيق مثل تلك الشهادات أم لا؟ فهذا يتوقف على ثقافة العمل ويتم التعرف عليه من خلال سؤالين، ما هو الهدف للحصول على شهادة الاعتماد؟ وماهو المتوقع والفوائد بعد النجاح بكسب الاعتماد؟ اذا كانت الإجابة لمجرد استخدامها بغرض التسويق فهذا حق مكتسب، لكن هذا لا يبرر المصاريف والتكلفة الهائلة. ومن الممكن طباعة أي شهادة من خلال شبكة الانترنت ووضعها على واجهة المبنى، بالتالي لن يلفت انتباه أي شخص وخاصة العملاء الداخليين (العاملين والمستفيدين ) ؛ بسبب أنه لم تتحسن المنشأة، وبذلك يتضح لنا ان الاعتماد لا يعتمد على الورق بل يعتمد على التطبيق الفعال. ومن أبرز فوائد برامج الاعتماد و أثرها على المنشآت يتلخص بنقاط، منها على سبيل المثال لا الحصر:

 

 

  • التقييم لوضع المنشأة والموظفين والإدارة من منظور خارجي عادل.
  • التعرف على الممارسات المحلية والعالمية المعتمدة والصحيحة.
  • الاستدامة من خلال الحفاظ على نظام ذو جودة وكفاءة وفاعلية.
  • الموثوقية لدى الجهات ذات العلاقة سواء كانت محلية أو دولية.

 

 

وبالتأكيد حينما يرى المستفيد الخارجي او الداخلي حصول المنشأة على اعتماد هو لا يهتم بالدرجة الأولى بشهادات الاعتماد بقدر ما يهتم بتطبيق معايير الاعتماد، وهذا يحفز الجميع على تبني مفهوم الاستدامة؛ لأنه بذلك يضمن الحفاظ على نظام متين وقوي يعتمد على معايير صحيحة خالية من الاجتهادات لتجنيب أي عمل من أي ممارسة غير فعالة او خاطئة. كما يسمح الاعتماد بإظهار أفضل ممارسات الالتزام والفعالية  والظهور للمستفيدين والشركاء بأنه تم تطبيق أعلى المعايير،  كما تبرهن على الاهتمام بالأداء الجيد. وبالنسبة لكل منظمة طموحة فإن هذا ببساطة يعتبر ضروري وقبل الانطلاق لمنظمات الاعتماد العالمية يوصى بان تحصل المنشأة على الاعتماد المحلي؛ كونه يحاكي ويعرف أبرز التحديات والاهداف، وكذلك المعوقات للمنطقة أيضا لكسب الخبرة والكفاية والدراية لأنه يعتبر منطلق مهم وحافز للقطاع الصحي.

 

أدناه جدول يوضح مقارنة بهيئات ومنظمات الاعتماد العالمية بناء على  11 معيار دولي معتمد.

 

 

*المقارنة بين برامج الاعتماد على أساس 11 معيار/ سمة.

اسم المنظمة
السمات JCI CCHSA ACHS ANAES QHNZ UK programs
التأثير على تحسين الجودة **** ** ** * * *
التأثير على تحسين السلامة **** ** * * * *
تحسين تكامل إدارة الرعاية الصحية *** ** * * * *
ثقة الجمهور في العملية **** ** * * * *
الكفاءة والفعالية *** ** * * * *
التأثير على معايير الاعتماد العالمية **** ** * * * *
حقوق المرضى *** * * * * *
اتفاق مع مؤشر AGIL *** *** * **
معتمدة من ISQua * * * *
تنظر في جميع أنواع مؤشرات الأداء * * *
مدى التغطية والمستوى العلمي **** ** * * * *

 

 

 

بقلم/ أ. بسام الجسار

خبير بمجال الاعتماد و الجودة الصحية