أطبّاء ولكن !!
أنه ليس من العدل أن نقارن وزارة الصحة بالوزارات الأخرى فالخطأ الواحد يعادل حزمة من الأخطاء هناك ولن يوجد له مبرر وإن وجد له مبرر لن يكون مقبولا لدى طبقات المجتمع ، العمل في الصحة حمل ثقيل لا يعرفه إلا المنتسبين لها حيث تضعه تحت مسؤولية أكبر واصطدامات شخصية تصل إلى مالا يتصوره القارئ كان سببه احتقان المواطنين تجاه الوزارة وضحيته موظف ليس له حول ولا قوة أحيانا وأحيانا أخرى نسي أنها مهنة للشرفاء فقط .
التعامل مع المريض في كل الأحوال صعب جداً ويحتاج إلى الصبر واحتساب الأجر وهذا أمر طبيعي لأن المريض يريد أن تقدم له الخدمة العلاجية بكل يسر وسهولة فهو لا يريد أن يتم تأخير دخوله على الطبيب حتى وأن كان عدد المرضى يفوق قدرة الطبيب وهذا حق مشروع ، والمريض أيضاً لن يتفهم موقف الطبيب الذي ذهب من عيادته لإنقاذ حياة مريض آخر في قسم الطوارئ ، لذلك كان يقول الدكتور نزار باهبري عند ذهابك للمستشفى إما أن يدعوَ لك مرضاك أو يدعوَ عليك .
السؤال هنا كيف نعزز القيم الإيجابية للطبيب ؟؟
هذا يقودني لسؤال آخر من أي مبدأ ومنطلق يدرس طالب الطب الطب ؟؟
هل لأن فخامة حرف الدال قبل اسمه تجعل له قيمة اجتماعية يحترمها الجميع ؟
أم أن لديه رسالة سامية يستشهد فيها بقول الله عزوجل (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)
ومن هذا المبدأ والمنطلق يجب أن تكون هذه الآية رسالة كل طبيب حتى ينال شرف المهنة والمكان .
من هذا المبدأ سنرى الكثير من الأطباء يسارعون لعلاج مرضاهم ويتحملون أذاهم ، سيسعى من أجل أن يكسب الدعاء في ظهر الغيب دون أن يصاب بدعوة مريض عليه .
من هذا المبدأ لن ينزعج الأطباء من مرضاهم ولن يتأففوا منهم وسيرسمون في وجوههم الابتسامة مهما كانت معاناة المرض.