العلاقة بين الغضب والعدوان منذ الطفولة
هل الغضب مرتبط بالعدوان؟ وهل السلوك العدواني سلوك مكتسب؟ أي ليس له (أساس بيولوجي) ,أم أنه سلوك غير مكتسب؟ أي له (أساس بيولوجي).
إن الغضب عبارة عن إنفعال طبيعي متأصل في سلوك الإنسان, فهو استجابة إنفعالية نتيجة متطلبات ضاغطة يشعر بها كل فرد. فمثيرات علامات الغضب تظهر منذ الطفولة كموجة الصراخ مثلاً عند الشعور بالجوع , ولكن تختلف درجات الغضب على حسب المثيرات أو المواقف وطريقة التعبير عنها. كأن يظهر إنفعال الغضب عندما يكون الشخص في حالة صراع نفسي بين الإقدام والتراجع لتحقيق هدف يسعى إليه, أو التعرض لظروف فشل في تحقيق الأهداف وغيرها من الأسباب . كما يعود سبب إنفعال الغضب إلى أسباب صحية كإختلال في إفرازات الغدد الدرقية أو النخامية أو التناسلية.
هل إنفعال الغضب من الممكن أن يؤثر على السلوك والحياة الصحية؟
من الممكن تصنيفه سلباً عندما يصبح الغضب مزمناً في التعامل مع مطالب الحياة.
إن للغضب تأثير من الناحية الصحية فعندما يغضب الإنسان تزداد نبضات قلبه. ويزداد إنقباض العضلات ويصاحبه إرتفاع في ضغط الدم كما يزداد إفراز هرمون النورادرينالين.
إذن هل الغضب مرتبط بالسلوك العدواني؟
إن الغضب لديه قدرة كبيرة في تعطيل عملية تشكيل المعلومات في الشخص الغاضب قليل التحكم أوعديم التحكم غالباً في التقصي والتحليل والإستبصار الذاتي فنتيجة ذلك يؤدي الغضب إلى تحريض السلوك العدواني. إن الغضب عنصر هام يسبق العدوان وله علاقة تأثير متبادلة مع العدوان مما يعني أن مستوى الغضب يؤثر على درجة العدوان.
إذن كيف ومتى يظهر ذلك السلوك العدواني؟
إن ظهور ذلك السلوك العدواني نتيجة لظروف بيئية وإجتماعية. وفي نظرية علم النفس تقول أن الطفل يولد بثلاث عواطف غير مكتسبة وهي الحب الخوف والغضب . وإن جميع الإنفعالات الأخرى توسيعاً لها . فالغضب من الإنفعالات التي ينتج عنها السلوك العدواني للطفل.
إن العدوان في سن الطفولة إستجابته مباشرة وقصيرة فهي تعبر عن العدل في إرضاء النفس ولكن عندما يتعلم الطفل أن العنف مرفوض فسوف تصبح العدوانية والغضب أقل ظهوراً.
إن الطفل اذا وجد خضوعاً وتنفيذاً لرغباته من إستجاباته العدوانية فإنه يكررها. كأن يستخدم الطفل أسلوب الغضب لتوجيه إهتمام الآخرين إليه والإستسلام لتلبية رغباته. أو أن يستخدم الطفل الإعتداء على الآخرين وعلى ممتلكاتهم فيقابل بالخضوع وتنفيذ الرغبات, ولكن هنالك نقطة مهمة يجب أن تتميز بين الغضب والعدوان. بأن غضب الطفل وتشاجره مع أطفال آخرين هو سلوك طبيعي بعكس سلوك العدوان الذي يدل على إضطراب في شخصية الطفل.
ما هي أسباب العدوان وعوامله؟
- عوامل نفسية – كتقليد الطفل للعدوان الذي يشاهده من البيئة المحيطة كالأم والأب والأصدقاء.
- إضطراب علاقة الأم بالطفل أوغيابها عنه وضعف الرقابة الوالدية.
- التعرض لصدمات نفسية فتشكل الإحساس بالخوف والألم والشعور بالذنب والكراهية والحزن والقلق.
- عوامل اجتماعية – إنتشار العنف والعدوان في المجتمع المحيط ووسائل الإعلام الذي يعيش فيها الطفل أكثر من معايشته لأسرته.
- عدم الثقه بالوالدين وكثرة النقد الموجه للطفل.
- العوامل البيولوجية – الوراثة فهناك تأكيد لدور الوراثة من خلال دراسات على الأطفال العدوانيين حيث إرتبط سلوك الأطفال العدواني بآبائهم. كما أن هناك شذوذ في الصبغات الوراثية وإضطرابات في وظيفة الدماغ لها أسباب مباشرة في السلوك العدواني.
كيف يمكن التعامل مع الغضب؟
- التعبير عن الغضب بتوجيهه نحو الحلول وليس نحو القوة.
- الإبتعاد عن الموقف المسبب للغضب ومحاولة جر الأفكار نحو حل المشكلة
- تجنب النقاشات فهو ليس الوقت المناسب لذلك.
- اذا كنت في وسط مشحون بالغضب, إبقى هادئاً وتجنب رفع الصوت فسوف يؤدي ذلك إلى تفاقم الموقف, حاول التحدث ببطء و بشكل مباشر و حافظ على صوتك هادئ.
بقلم/ أ. شيخة عبداللطيف المزين