يُعد ظهور الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الرعاية الصحية أمرًا رائدًا، حيث أعاد تشكيل الطريقة التي يتم تشخيص المرضى بها وعلاجهم ومراقبته.

تعمل هذه التقنية على تحسين أبحاث ونتائج الرعاية الصحية بشكل كبير من خلال إنتاج تشخيصات أكثر دقة وتمكين علاجات أكثر تخصيصًا، وإيجاد اختصارًا مهمًا في وقت العمليات الداخلية والسجلات الروتينية.

 

على الرغم من أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إلا أنه قد يؤدي تطبيق تقنية AI في نظام الرعاية الصحية إلى نقص اللمسة الإنسانية والتعاطف، وهو أمر بالغ الأهمية في رعاية المرضى.

فمثلًا يمكن أن تكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي متحيزة وتؤدي إلى التمييز ضد مجموعات معينة من المرضى، مما يؤدي إلى استمرار التفاوت في الرعاية الصحية.

 وقد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إلى تعريض خصوصية المريض وسريته للخطر، حيث يمكن إساءة استخدام البيانات الطبية الحساسة أو الوصول إليها من قبل أفراد غير مصرح لهم بذلك.

بالإضافة إلى إمكانية افتقار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى المساءلة والمسؤولية، حيث يتم اتخاذ القرارات من قبل الآلات وليس البشر.

أضف إلى ذلك أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إلى يؤدي إلى تقليل فرص العمل لمختصي الرعاية الصحية، وبالتالي فقدان المهارات والخبرات القيمة.

 

إن تقنية الذكاء الاصطناعي ليست مضمونة ويمكن أن تؤدي إلى أخطاء وأخطاء في التشخيص، مما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر أو حتى الموت للمرضى، كما أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يحتّم انخفاض في مهارات التفكير النقدي وقدرات اتخاذ القرار لمختصي الرعاية الصحية، مما قد ينتج عنه الانخفاض في جودة الرعاية والطابع الشخصي.

 

وأخيرًا فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية مكلفًا وقد يؤدي إلى تحويل الموارد بعيدًا عن تمويل المجالات الحيوية الأخرى في نظام الرعاية الصحية، مع عدم إغفال دوره في اكتشاف جذور المشكلات لحلها وتقليل التكلفة.

 

بناءً على ما ذُكر أعلاه، فإن الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية سلاح ذو حدين، فبرغم أهميته وفوائده العديدة، إلا أن تقنين استخدامه وحصر فائدته فيما يمكن التحكم به هو أمر ضروري بما يضمن الاستفادة القصوى منه دون الوقوع في براثن جوانبه السلبية، فالصحة برأيي الشخصي هي أمر انساني بحت لا مصلحة لأي كان في مكننته بشكل تام.

 

 

 

 بقلم: أ. هبة مؤمنة

ماجستير إدارة الصحة والمستشفيات