لماذا خدماتنا الصحية متعثرة؟
لماذا خدماتنا الصحية متعثرة؟
إن المتأمل لواقع الخدمات الصحية يرى بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تتناسب مع ما تقدمه الحكومة وفقها الله للقطاع الصحي. وفي الحقيقة أن هنالك العديد من العقبات التي تواجه أصحاب القرار الصحي في المملكة.
ولعل من أهم تلك الإشكاليات هي افتقارنا إلي التخطيط الاستراتيجي لتطوير الخدمات الصحية بالشكل الذي يتلائم مع الاحتياجات الصحية المختلفة للمجتمع في ظل الطفرة السكانية والتغييرات الديموغرافية والتخطيط يعتمد بالمقام الأول على قواعد البيانات الدقيقة والمحدثة .
والمعضلة أننا نميل إلى الحلول الوقتية للأشكاليات التي نواجهها وتلك الحلول دائما تكون مؤقتة ومرحلية إلا أننا نبني عليها أمالاً كبيرة وتطلعات كثيرة وخصوصاً أنه يتم اعتماد مبالغ طائلة لتلافي تلك الاشكاليات مثل كورونا وغيرها. والدولة مشكورة تضع الميزانيات الضخمة وذلك لحرصها الشديد على سلامة المجتمع ورفع مستوى الصحة العامة لكافة الفئات والأطياف.
إلا أننا وللأسف نهمل جانب الدراسات الاستطلاعية والإحصائية والاستبيانات ولا نركز على البحوث إطلاقاً بل إن تلك الأبحاث تجدها على الأرفف في الجامعات ومنازل أصحابها دون النظر إلى التوصيات والى مخرجاتها البحثية ونتائجها وخلاصتها العلمية.
إننا أبعد ما نكون عن المشاركة الجماعية في اتخاذ القرار ومازالت فرق العمل team workلدينا لا تعمل أو لم تفعل بالشكل الصحيح.
ومع أن الكثير يرى فرق العمل والمشاركة الجماعية كلها من مخرجات نظريات الجودة في العصر الحديث لعلماء الجودة مثل جوران وايشيكاوا وغيرهما. والحقيقة أنها موجودة لدينا في ديننا الحنيف منذ 1400 سنة وسبحان القائل (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) اية 38 الشورى
وقال تعالى( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) الاية 159 ال عمران وهذه الاية عظيمة جداً بل أنها مدرسة إدارية متكاملة قد لا يفيها حقها كتاب كامل من الشرح والتوضيح والاستنباط.ولكنني ربما افرغ لها مقالاً مستقلاً مستقبلاً..لقد قامت الجمعية السعودية للإدارة الصحية بعمل استبيان في الفترة من 18-25 بشهر رجب عام 1436هـ وكان من أهم نتائج الاستبيان الذي تم توزيعه على عينة من خبراء الادارة الصحية أن ضعف المخرجات الصحية في المؤسسات الحكومية وحسب 81 في المائة يعود إلى قلة الكادر البشري وخاصة الممارسين الصحيين المؤهلين والمدربين. ويرى 82 في المائة أنه يعود لعدم وجود نظام إداري مرن ومتطور ومناسب .
وكلها منطقية وجوهرية وهنالك توصيات جميلة جداً ومن أهمها :
أولاً تطوير وتدريب الكفاءات الحالية وخاصة القيادية .
ثانياً تطوير نظام التعاقدات بالمستشفيات وربطه بالإنتاجية.
ثالثاً تنفيذ نظام صحي اليكتروني متطور وشامل ومرن HiS. .
رابعاً خصخصة القطاع الحكومي وتطبيق التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين SOCIAL INSURANCE. .
خامساً الاستفادة من الخبرات الأجنبية وتجارب الدول المتقدمة في المجال الصحي .
سادساً وضع برنامج متكامل لدراسة شكاوى المرضى والاستفادة منها.
سابعاً تطبيق أنظمة الجودة الشاملة.
وهنالك العديد من النقاط لم يتم التطرق لها في الاستبيان ربما أنني أشير اليها ومنها البنية التحتية للوزارة وفروعها وأقصد بذلك الأنظمة الإدارية والتشريعات الصحية والقوانين كلها تحتاج للمراجعة والتحديث بما يتناسب مع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية المستمرة.
كذلك ربط البدلات الصحية كالتميز بمؤشرات الاداء للممارسين الصحيين وتفعيل برامج التقييم المستمر للاداء. وهنالك نقطة هامة ربما أن اغلبية الباحثين في المجال الصحي لم يتطرقوا لها وهي من الأهمية بمكان وهي دعم وتشجيع الاستثمار في المجال الصحي ووضع التسهيلات الإدارية الميسرة بعيداً عن البيروقراطية مع وضع الاشتراطات الفنية العالية والدقيقة والتي تضمن تقديم أعلى درجات الجودة وتحقق مخرجاتها سلامة المريض PATIENT SAFETY . وكذلك دعم برامج التشغيل الذاتي في المستشفيات الحكومية والتوسع فيها بشكل أكبر وخصوصاً أنها أكثر مرونة وديناميكية وتتناسب مع متطلبات المرحلة. وعودا على ذي بدء نقول أن الدراسات الاستراتيجية والبحث العلمي مهمة جداً ولابد من التركيز عليها خصوصاً عند وضع الاستراتيجيات الصحية والخطط طويلة الأجل long action plans
وأما فيما يخص الاشكاليات والتعقيدات الصحية البسيطة والتي نستطيع حلها من خلال short action plans خطط قصيرة الأجل وكل هذه المشاكل المؤقتة نستطيع السيطرة عليها خصوصاً إذا عملنا بروح الفريق الواحد ونشرنا ثقافة العمل الجماعي وأحيينا الثقة الجماعية mutual trust. مستشعرين الأمانة أمام الله عز وجل وحاملين للرسالة المهنية ولدينا الرؤية الواضحة والأهداف السامية والنبيلة عندئذ بإذن الله نستطيع أن نتغلب على كل الاشكاليات الصحية الموجودة بل بتوفيق الله نستطيع أن نحقق أعلى درجات التميز والتفوق الصحي ليس إقليميا فحسب ولكن عالمياً وقبل ذلك كله لابد من إخلاص النية لله عز وجل وخاصة أنك تخدم مريض وتخفف الألم عن مصاب …
[author image=”http://jazantoday.org/wp-content/uploads/2015/04/20150429052826.jpg” ]د.علي بن مفرح الشعواني
بكالوريس العلوم الصيدلية كلية الصيدلة جامعة الملك سعود 1416
ماجستير ادارة الجودة الشاملة الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري –2007
استشاري انظمة الجودة من المجلس الاوروبي للجودة (ECAET)
مقيم معتمد لبرنامج so9001-2009
خبير في التخطيط الاستراتيجي باستخدام DCA strategy معتمد من IFEAS
العمل حاليا مدير مستشفى العيدابي العام[/author]
مقال جميل دكتور مفرح ويجب النظر في وضع المرافق الصحية وكوادرها خصوصا في جازان
ولكن كماذكرت في اخر مقالك
(وخاصة أنك تخدم مريض وتخفف الألم عن مصاب )
لم نرى او نلمس ذالك خلال فترة ادارتك للعارضة سابقا بل كنت خلف مكتبك مقفل عليك باب مكتبك
ما اسهل الكتابه وما اصعب العمل والتطبيق الميداني ايها الدكتور
قلي بربك متى انصفت خلال ادراتك مريض اشتكى من سوء تعامل او تقصير من قبل كادر تمريضي او اداري او اطباء
ومتى كنت تتعامل بمرونة مع الشكاوى والاقتراحات
ومتى فاجأت الاقسام بزيارة في منتصف الليالي لتطلع على خدمة المرضى ورضاهم عن الخدمات
بل متى كنت ابا لطفل مريض كان يرقد عندك تحت ادارتك
واخا لشاب انهكه الالم ولم يجد سرير في قسم الطوارئ
وابنا بارا لشيخ كبير يستنجد بك لتبحث له باقصى ماتملك من نفوذ لتوفر له سرير يداوي علته في مستشفى متقدم حتى ولو خارج جازان
ايها الدكتور رحلت من العارضة ولن تبكي عليك بل ثق تماما ان كل من اهملت حقه وواجبه في الرعاية الطبيه في العارضة سيدعوا عليك ،،،،،
مقال رائع وفقك الله دكتور الشعواني كنت مثالا للخلق والعلم والعمل …كم نحتاج اليك وكم تفتقدك المحافظة وكم يحتاجك مستشفانا ولكن وفقك الله اينما سرت وكنت،
أنت متميز بالعارضة او بالعيدابي ..يعلم الله بقدر ما نعزي انفسنا في غيابك بقدر مانبارك لأهل العيدابي رجل في قامتك العلمية والعملية…
روعة إبداع لا عدمناك دكتور علي .ابدعت ابا قاسم وفقك الله دكتورنا ..من يعمل مع هذا الرجل يعرف كم هو مبدع ..
أحسنت أخي و زميلي دكتور علي كلام في قمة الروعة والجمال والجودة أتمنى لك التوفيق والنجاح في حياتك العلمية و العملية
يا اسفاه على بعض الردود من اناس يعرفون الكاتب ويجاملونه مجاملة صريحة على حساب المريض اسألكم بالله انتم الذين تعرفون الكاتب اكثر الخدمات المقدمة لنفسه فقط شرط ان تكون الخدمة مادية ايضاً هل هو يطبق معايير جودته بالحضور للدوام والبعد عن الاعلام والفلاشات وووووووووالخ انصحوه بأن يصلح نفسه اولاً ثم يتقدم ويكتب مقالاً ذا جودة ومصداقيه ولو اتكلم فيه لن افيه حقه من البعد عن مقاله الكائن في السماء وهو في الارض والله على ما اقول شهيد
عزيزي ابو ايهاب
ردك يعبر عن المستوى الذي وصلت انت ومجموعتك الغنية عن التعريف،
المستوى المتدني من الاخلاق المرتفع بالحقد والغبن، وانا لست هنا لا اجاريك،،،،،،
ولكن اذكرك( لا يرما الا الشجر المثمر)
والدكتور / علي الشعواني غني كل الغنى على ان يتزلف لديه من تتهمه بالتزلف، اعماله هي من تتكلم عنه،،،