(المؤهلات)

      إدارة الموارد البشرية في المنظمات الصحية هي “الإدارة التي تهتم بمساعدة الآخرين في تحقيق أهدافهم وأهداف المنظمة” وتهدف إلى تعزيز القدرات التنظيمية وتمكين المنظمات الصحية من استقطاب وتأهيل الكفاءات اللازمة والقادرة على مواكبة التحديات الحالية والمستقبلية، وكون العنصر البشري يلعب دور مهم في تقديم الخدمات في المنظمة الصحية نجد أن توحيد مفهوم المهارات وما يترتب عليها من مؤهلات يتفق عليها طرفي العرض والطلب، المؤسسات التعليمية والتدريبية من جهة، والجهات الحكومية للمنظمات الصحية الموظفة وأصحاب الأعمال من جهة أخرى، ويضمن بذلك الموائمة والاستمرارية، ويحقق العدالة في تقنين السياسات المتعلقة بالأجور والتقدم المهني ويعتبر بمثابة المرجعية الأساسية التي تربط ما بين المعايير والمؤهلات وبالتالي يتم الجمع ما بين احتياجات المتعلم والمتدرب والموظف وسوق العمل.

      أن وضع المؤهلات للوظيفة في المنظمة الصحية هو بمثابة المنصة الأساسية التي تحمل معها سهولة التخطيط للمسارات المهنية المرنة، والتي نطمح أن تكون متوفرة ، ومتماشية مع ما يطلبه العمل، ومسايرة لمتطلبات العمل ، معتبراً أن المؤهلات تساعد الممارسين الصحيين والباحثين عن العمل للتخطيط لمستقبلهم المهني، فبوضوح الرؤيا وتكافؤ الفرص يُمكن لهم معرفة الجهد والوقت والمهارات التي يحتاجونها للوصول إلي أهدافهم.

     مفهوم المؤهلات تعنى المستوى العلمى والتدريبي والخبرات العملية والمعارف والصفات الشخصية والقدرات والمهارات التى تتطلبها الوظيفة.

     ومفهوم المؤهلات للمنظمات الصحية هو نظام يعترف بجميع مؤهلات التعليم والتدريب معتمدة من هيئة التخصصات الصحية داخل الدولة والتعليم ، وتصنف في مستويات تحصيل مختلفة اعتماداً على نتائج التعليم والتدريب وتحديد العلاقات المتبادلة بين هذه المستويات، وتوضح كيفية انتقال الفرد بين هذه المستويات وفي العمل ويمثل أهم العوامل الرئيسة في إنشاء وتطوير وتنمية المؤهلات لتكون المرجع المعياري للمسميات والتوصيفات الوظيفية، وسلم الأجور، وبذلك تحقق الشفافية في منظومتي العلم والعمل. 

     وأهداف تنظيم المؤهلات في المنظمة الصحية يؤدي الى :

• بناء معايير محلية لمخرجات التعليم للأقسام الصحية.
• تعزيز الثقة في المؤهلات والحصول على الاعترافات الدولية والمحلية لمهارات الموظفين عن طريق تحسين جودة المؤهلات.
• الربط بين المؤهلات المختلفة لتحسين فرص العمل والتقدم للانتقال بين المستويات الصحية في المنظمة الصحية.
• التأكد من حفظ سجلات تحصيل للموظفين للتمكن من معرفة المؤهلات والمهارات والمعرفة المكتسبة.
• بناء منظومة واحدة تحقق التنسيق والتكامل بين جميع المستويات الصحية والتدريب وكل أنواع المؤهلات.
• بناء أداة لتصنيف المؤهلات وفقاً لمجموعة من المعايير والمستويات لمخرجات التعليم العام والتعليم العالي والتدريب التقني والمهني.
• الإسهام في تأسيس وتنفيذ نظام تعليم وتدريب يتصف بالمرونة والتفاعلية مما يمثل أهم العوامل الرئيسية في تطوير وتنمية المؤهلات والتي تشكل بدورها القوة الدافعة لتحقيق التطوير.

     مسميات المؤهلات في المنظمات الصحية هي مستويات الدرجات العلمية مثل: الدبلوم الجامعي المتوسط، والبكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه ،وعندما لا تُستخدم الموصِّفات المرتبطة بالمهنة في مسمى المجال التعليمي، فإنه ينبغي استخدام مصطلح “فنون” للدراسات في مجال الإنسانيات أو العلوم الاجتماعية، واستخدام مصطلح “علوم” للدراسات في العلوم الطبيعية أو التطبيقية، بما في ذلك علوم البيئة والأحياء والفيزياء والطب. و يستخدم الأسلوب نفسه على مستوى الدراسات العليا. فدرجات البحث العلمي تحمل عادة مسمياتٍ مثل ماجستير العلوم (MSC) في دراسات العلوم الطبيعية والتطبيقية، وماجستير الآداب (M.A.) للدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية، كما يستخدم مسمى دكتوراه الفلسفة (Ph.D. ) للدرجات البحثية في أي مجال.

     ولاعتماد المؤهل للوظائف لابد إن يستوفي متطلبات الاعتماد وهي:

• لابد أن يتطابق مسمى المؤهل مع الوظيفة.
• يجب أن تكون الساعات المعتمدة اللازمة للمؤهل متفقه مع ماهو محدد.

     حيث على صعيد المنظمات الصحية سيكون له دور رئيسى في تنظيم استقطاب وتصنيف الممارسين الصحيين، وتيسير تطبيق آليات التصنيف المهني ، مما يزيد من جودة المؤهل والمهارة للممارسين الصحيين وجودة الخدمة المقدمة،كما له دور في الزيادة من جاذبية المنظمة الصحية للاستقطاب الأجنبي ، حيث يكون هو المرجعية الأساسية للمنظمات الصحية، ويصبح مساعد للمنظمة الصحية على معرفة القوى العاملة المسجلة ومستوياتها المهارية ومجالات مختلفة وحلول إبداعية توفر نطاق أوسع في طرق كسب المؤهلات العامة والتخصصية، التي تحتاجها المنظمة الصحية، سواءً كان ذلك عن طريق التعليم والتدريب في المستشفيات، أو التعلم والتدريب الإلكتروني من أي مكان وفي أي وقت أو التعلم المدمج، الذي يجمع بين الطريقتين مما يسهام في بناء المؤهلات تدريجياً وحسب حاجة الموظف، فتعطيه مرونة في العمل أو التوقف عن العمل للاستزادة من المهارات والتدريب، ثم العودة إليه، والمؤهل يتيح فرص للترقية أو تغيير التخصص أو اكتساب مؤهل جديد محدد تمكنه من الوصول إلى طموح قد كان خطط له،كما يسمح للجهد المبذول من التعلم الإضافي، ومواصلة في التدريب أن ينال الاعتراف والتقدير الذي يستحقه في المنظمة الصحية بصفة رسمية، وبالتالي قد يعكس ذلك على ما يتقاضاه الموظف من أجر مما يؤدى أن تحديد المؤهل فوائد عديدة:

• المساعدة على اتخاذ قرارات مدروسة فيما يتعلق بالتعليم والتطوير الوظيفي.
• تسهيل وتعزيز التعلم مدى الحياة والاعتراف بالتعلم والخبرات السابقة.
• تعزيز فرص التنقل بين مسارات التعلم والتدريب .
• تنظيم وتسهيل الانتقال الأفقي والرأسي في نظام التعليم والتدريب من خلال نظام التجسير مابين المؤهلات.

     لذا فان التنوع في المؤهلات لبعض فئات الوظائف يعتبر إثراء لها ، و ذلك لكون تلك الوظيفة أو الفئة تتنوع أعمالها في مجالات متنوعة و بالتالي تتطلب معارف و قدرات و مهارات متنوعة مثل وظيفة التمريض، التغذية، الأشعة، الإدارة … الخ حيث تعتبر الخبرات المتنوعة لها سواء إدارية أو مالية أو تخصصية ..الخ . مناسبة جداَ و مرغوبة ، على العكس من بعض فئات الوظائف التي يتطلب أن تكون الخبرات المطلوبة لها في مجال واحد و لا يمكن قبول غيرها، لان طبيعة واجباتها و مسئولياتها و بالتالي متطلباتها من المعارف و القدرات و المهارات لا يمكن أن توفرها الا الخبرات ذات المسار أو المجال الواحد مثل معظم الوظائف الصحية ، وعلى العموم فإن الخبرات العملية تختلف من الناحية التصنيفية وذلك في ضوء مقدار ما توفره من معارف و مهارات لازمة.

     ولازدياد حجم المنافسة ، برزت الحاجة لرفع مستوى المؤهلات المرتبطة بالجانب الطبي والرعاية الصحية والخدمات المساندة ، مؤكده ان القطاع الصحي بحاجة إلى مؤهلات وكفاءات تتناسب مع مستوى التطور ، وبالتالى فإن توفير الكوادر المؤهلة والمدربة يعتبر إمراً حتمياً للنهوض بجانب هذا النمو الذي يفرض تطوراً في مجال التعليم والتدريب ومن هنا جاءت الحاجة الى ضرورة ربط عمليتي التعليم والتدريب تحت مظلة واحدة تفي بحاجات العمل ومنظم للمؤهلات. 

أ.مها أوآن نوح فطاني

ماجستير إدارة وتخطيط

أخصائي إداري بمستشفى النور التخصصي

إدارة الموارد البشرية / قسم التوظيف