قادة لا رُعاة
#المختلف
المختلف هو شخص أكبر مشاكله مع محيطه ، فـ هو عادة لا يجد نفسه في طوابير انتظار الفُرَص ولا يُدرج ضمن الخيارات المتعددة ، ولا يرغب أن يكون ضمن الأشياء الروتينيّة .
يستحيل أن تراه في سياق الازدحام كـ البقيّة ، للمُختلِف دوماً مساحة خاصّة به ، لا يسبح عكس التيّار لكنّه لا يتبع القطيع أيضاً !
#قتل_الاختلاف
إن الاختلاف شيئاً يُقاوم مُنذ النشأة ، فـ على سبيل المثال كثيراً ما نسمع آباءنا يرددون علينا بعض العبارات بغرض النُصح أو التوبيخ .. ” خليك زي فلان أو كوني زي فلانة ” .
لابد أن أذكر هنا أن المقارنة من الأساليب الخاطئة في التربية ، كما أنّها تقتل الاختلاف الذي يقود للتميّز وتقلل من ثقة الشخص بنفسه .
لماذا نُنصح أن نكون كـ أحدهم ؟ قد نكون أفضل لكن بطريقتنا ! ، فـ في النهاية لكلٍ منّا كيان وفكر مستقل عن الآخر ، ثم إن العالم مليءٌ بالأشباه والنُسخ ولا حاجة للمزيد .
قيل ( لولا اختلاف الاذواق لـ بارت السلع ) وبالقياس على منظور أكبر وأشمل من الأذواق لـ وَجدنا أن الاختلاف ضرورة وحق لكل فرد في المجتمع .
#كن_مختلفاً
لا تكُن خلَفاً تابعاً ولا متخلّفاً شاذّاً ، فـ الاعتدال مطلوب والإفراط والتفريط أمراُ غير مرغوب ، كُن مختلفاً بفكرك ، صاحب قضية وهدف وبادر بوضع خطّة .
فـ الاختلاف يجعل منك قائداً لنمط حياة تم استحداثه من قِبَلِك حيث لا راعي يقودك ولا قطيعٌ تتبعه .
كُن مطّلِعاً على كل جديد ومتطلِّعاً للتجديد ، فـ المختلف بمرور الوقت يصبح مؤتلف فيجري مجرى الروتين ، لا تكُن متحجّراً فـ تُقتلع مع الموجة ولا ليناً فـ تغرق بها ، كُن مرناً وامتطيها لتصل بقوة الى شاطئ النجاح .
#قادة_لا_رعاة
أخيراً .. في عصر يسقط فيه قادة ذوي نشأة تقليدية نحتاج إلى قادة من رحم الاختلاف ، جيل قياديّ واعي واثق لا قطيع مغيّب ينطاع لأفكار مستحدثة مستعد للانفلات متى سنحت له الفرصة ، وكـ مجتمع ، مؤسسات ، مدارس وآباء نحمل مسؤولية تجاه هؤلاء الاشخاص ذوي النظرة المختلفة والسقف العالي من الطموح بتشجيعهم لا قمعهم وتحطيمهم ، فـ نحنُ حقاً نريد قادة لا رُعاة يسيرون ويسيّرون على نهج من سبقهم .
نجود الزهراني
بوركتي … وكلام يحتاج للتأمل فيه بصدق …!