الثقافة الصحية
للأسف الشديد نحن نفتقر كثيراً للثقافة الصحية المتكاملة و نحتاج العديد من البرامج التوعوية
ونشر الثقافة الصحية ضروري لتعزيز وتحسين الصحة العامة للمجتمعات والأفراد, و جميعاً تعلمنا أن الوقاية خير من العلاج.
و في حقيقة أنها أوفر و أسهل من العلاج بكثير و لكننا لم نفعل البرامج الوقائية والتوعوية بالشكل الأمثل و الذي يتواكب ويتلائم ويتزامن مع المشاكل والمخاطر الصحية التي نواجهها باستمرار..
إن نشر الثقافة الصحية و صنع الشراكة المجتمعية بين كآفة أطياف المجتمع وطبقاته وإداراته الحكومية المختلفة كالصحة والبلديات والتعليم وخاصة المدارس وكذلك الجامعات .
كل ذلك يصنع وعي صحي شامل ومتكامل بل يزرع العديد من المفاهيم الصحية السليمة والتي تغرس في النشأ وتبني عائلات سليمة من الأمراض والأوبئة التي تكلف الدولة المليارات لعلاجها ومكافحتها ومقاومة انتشارها.
إن تفعيل البرامج الصحية والأيام العالمية والأنشطة والبرامج الطبية التوعوية مثل اليوم العالمي لمرضى السكري
واليوم العالمي لغسل اليدين واليوم العالمي لمكافحة السمنة واليوم العالمي لمكافحة المخدرات والأسبوع الخليجي لصحة الفم والأسنان وغيرها من الأيام والأنشطة المختلفة لتعزيز الصحة العامة ونشر الثقافة الصحية وطرق و أساليب الوقاية وتجنب العديد من الأمراض والأوبئة المختلفة. كل ذلك يصنع بإذن الله مجتمع سليم وخالي من الامراض.
ربما أننا قد لا نصل الي الصفر في اختفاء تلك الأمراض وخاصة المعدية والورآثية ولكننا حتما سنصل بتوفيق الله عزوجل الي تقليصها ومنع انتشارها بل ربما اختفائها بالكلية وليس ذلك على الله بعزيز..
وفي الحديث الشريف الذي رواه ابن عمر رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال (أحب الناس الي الله أنفعهم وأحب الأعمال الي الله عزوجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة..)
وهل هنالك سرور أكثر من أن تساهم في شفاء المرضى وعلاجهم وتدعم صحة المجتمع والأفراد من خلال نشر الثقافة الصحية اللازمة , وهل هنالك كربة أكبر من كربة المرض شفى الله مرضى المسلمين وعافهم وجنبنا وإياكم الشرور والامراض.
إن صنع الشراكة المجتمعية داعم كبير للصحة العامة بل وسيلة مميزة للتنمية و تطوير المجتمعات وخاصة كما أسلفت مع المدارس والكل يعلم أن الأطفال لديهم قابلية للتلقي والتعليم والاستفادة من تلك البرامج والفعاليات التوعوية الهادفة الي نشر الثقافة الصحية السليمة.
لذا علينا تفعيل تلك الشراكة أكثر ودعمها بشكل أوسع والعمل على رفع الوعي الصحي اللازم و الضروري بالتعاون والتكامل مع المدارس والجامعات …
نحتاج كثيراً للوقياة قبل العلاج في كثير من امور حياتنا اليومية وخاصة الصحية، ويجب على وزارة الصحة ان تتنبه للوقية لانها ستوفر الكثير من ميزانياتها التي اثقلت كاهل الدولة،
بارك الله في قلمك د/علي الشعواني